في ثاني ظهور إعلامي له بعد ندوة فريق الفتح قبل أشهر، كان منير الماجيدي، الكاتب الخاص للملك ومدير ثروته، ضيفا على مجلة «تيل كيل»، ومع أن صوره العديدة في صالون ملكي تظهر أن الرجل تحدث إلى الصحافة، فإنه فضل أن تسكب كلماته في أفواه مجهولة، وترك لربورتاج الصور يسوق صورته قرب صور الملك محمد السادس وروتوشات دار المخزن ولباس عصري يوحي بالثراء والتحرر والنجاح... أصبح نموذج صحافة «people» (الصحافة الشعبية التي تهتم بأخبار المشاهير) هو النموذج لدى عدد من المقربين من الملك منذ تفضيل هذا الأخير مجلة «باري ماتش» على غيرها من الصحف الجادة مثل لوموند والواشنطن بوست ونيويورك التايمز والغارديان... من حق الماجدي أن يختار الإطار الإعلامي والأسلوب الصحافي الذي يروقه ليطل من خلاله على الرأي العام، ومن حقنا أن نقرأ ونؤول دلالات هذا الاختيار والرسائل التي يبعث بها، واضحة كانت أو مشفرة. لماذا لم يختر الماجدي، الموجود اليوم على قمة القرار الاقتصادي والمتحكم في عدة قطاعات مالية وبنكية وإعلامية وإشهارية، جنس الحوار الصحافي ولعبة سؤال جواب؟ هنا نحن أمام افتراضين، إما أن الرجل يخاف من ردود الفعل على كلامه ولهذا يختار أسلوب «المصدر المقرب»، الذي يسمح له بالتهرب مما قد يغضب الآخرين، وإما أن السيد الماجدي هرب من الحوار حتى لا يضطر إلى الجواب أو السكوت على أسئلة محرجة لا يتوفر أمامها على الشجاعة ليجيب عنها أو ليدافع عن محتوياتها، مثل قضية رفضه أداء نفس الثمن الذي تؤديه باقي شركات لوحات الإشهار، حيث رفض التقيد بالثمن الجديد الذي أقره مجلس مدينة البيضاء وابتعد عن الجواب عن موضوع أراضي تارودانت التي فوتت له ب50 درهما، وجرت عليه غضب الملك لأن كاتبه الخاص اقترب من أراضي الأوقاف... أو مثل مشروع المركز التجاري فوق ملاعب الفتح في وسط الرباط، والعديد من الأسئلة التي مازالت معلقة فوق رأسه... عندما ننتهي من مطالعة «الروبورتاج المصور» لا نخرج بأي جواب عن الأسئلة العالقة، بل نخرج بنتيجة أن المسؤول الاقتصادي الأول في المملكة معني بتسويق صورة إيجابية عنه تقول إنه مقرب من الملك جدا ورجل ناجح وغني، وأنه درس في المغرب إلى جانب ابن عمة الملك وسافر معه إلى أمريكا، وأنه اليوم سلطة حقيقية على الجميع أن يعترف بها... أما التواصل بمعناه السياسي وإعطاء «الحساب» إلى الرأي العام ووضع الحقائق بين يديه، فإنهما يقعان خارج الصورة.. صورة 3 M...