تعرضت مبان في منطقة «أشقار» بطنجة للهدم بسبب «مخالفات قانونية» في البناء، وفق ما أفادت به مصادر مسؤولة في المدينة. وهدمت بعض المباني في إقامتين سكنيتين بمشروع «أتلانتيك» بواسطة جرافات، لعدم احترامها العلو المتفق عليه ولإحداث أماكن لم يرخص لها، وهو المشروع الذي تديره مؤسسة إسبانية في المدينة. وتعذر طوال صباح أمس الثلاثاء الاتصال برئيس الوكالة الحضرية بطنجة، خالد العلمي الشنتوفي، لوجوده في اجتماع. وقالت مصادر في الجماعة الحضرية لطنجة إن عملية الهدم تمت بسبب مخالفات في تصميم التهيئة، وإنه من المقرر إعادة تصميم التهيئة في هذه المنطقة التي أصبحت تحظى باهتمام كبير من طرف منعشين عقاريين ومؤسسات. إلى ذلك، توقفت الأشغال بمشروع «ستار هيل» العقاري في منطقة مديونة بالمدينة، وهي الغابة التي كانت محمية طبيعية ومتنفسا غابويا لساكنة طنجة بعد أوامر صدرت من «جهات عليا»، حسب مصادر مطلعة في المدينة. وقالت المصادر إن وقف الأشغال وإعادة النظر في تصميم التهيئة سببهما الطريقة التي يتم بها تدمير الغابة والاقتلاع العشوائي للأشجار دون مراعاة أية شروط للحفاظ على البيئة. غير أن مصادر من شركة «ستار هيل» قالت إن التوقف تم لأسباب تقنية لم يفصح عن طبيعتها. ووفق مصادر من المدينة، فإنه من بين هذه «الأسباب التقنية» قد تكون هناك مواد محرمة الاستعمال في البناء داخل الغابات، وكون الشركة لم تبن فندقا من خمس نجوم كما كان متفقا عليه في البداية. وكان هذا المشروع الذي وصف بأنه «مشروع سياحي وثقافي»، لقي معارضة قوية ورفضا كبيرا من المجتمع المدني في طنجة على اعتبار أنه سيدمر واحدة من أجمل المناطق البيئية في المدينة. ويشار إلى أن هذا المشروع يقضي ببناء 360 فيلا فارهة بترخيص لا يتجاوز استغلال 11 في المائة من المساحة الغابوية، لكن التدمير فاق 30 في المائة من الغابات، كما تم بناء فيلات إضافية غير موجودة أصلا في التصميم الأولي، مما جعلها معرضة للهدم، لكن المدير العام للشركة المسؤولة نفى أن يكون قد وقع الهدم في مكان البناء، مشيرا، في الوقت نفسه، إلى أن التوقف ناتج عن أسباب تقنية لم يرد الإفصاح عنها.