تعتبر نادية ياسين، ابنة القائد الروحي للعدل والإحسان، شخصية فريدة، ذكية ولكن في الوقت نفسه مناورة واستفزازية إلى أبعد الحدود. عايشت تكوين الجماعة وعاشت مواجهاتها مع السلطات الرسمية. قربها من الشيخ أهلها لتكون ناطقة باسم الجماعة. هذه اعترافات السيدة الأولى في العدل والإحسان. - نظرا إلى التقارب الذي يطبع علاقتك بوالدك، ونظرا إلى الدور الذي تلعبينه في الجماعة، هل يمكن القول إننا أمام نظام عائلي لتوريث السلطة في العدل والإحسان؟ < جماعة العدل والإحسان لم تكن يوما ممثلة في والدي. هذه الاتهامات هي واحدة من الطرق التقليدية العديدة التي استعملت كنوع من الدعاية المغرضة ضد جماعتنا. ليس سرا أن هذه الادعاءات، التي تناقلتها وسائل إعلام معينة، هدفها الوحيد هو التفكيك الافتراضي للجزء الظاهر من جبل الجليد العائم. إنها ليست التهمة المزيفة الوحيدة التي يلصقونها بالجماعة. إن هذه الدعاية قامت على هذه الادعاءات غير القائمة على أساس. من يقرر، حقيقة، داخل العدل والإحسان منذ أن انسحب والدي بسبب مرضه؟ إن العدل والإحسان هي مدرسة للاجتهاد، إنها كذلك مجموعة من المؤسسات، عكس ما يظنه الكثيرون، والتي لديها ممارسات أكثر ديمقراطية مما يطلق عليه الأحزاب السياسية. صحيح أن والدي هو الأب الروحي للجماعة، لكنه لم يتخذ قط قرارا لوحده. إن مجلس الشورى ومجلس الإرشاد والسكرتارية العامة للدائرة السياسية هي هياكل اتخاذ القرارات. - لكنك تبقين شخصية مهمة في الجماعة، لا يمكنك نفي ذلك... < إنني أمثل الصورة غير النمطية للإسلامية النشطة. إنني امرأة أتكلم بلغة أخرى غير العربية، وهذا الأمر ترى فيه بعض الصحف شيئا مثاليا. بمعنى آخر، إنني أشكل الشخص المناسب والمثالي لتصدر عناوين الصحف الرئيسية. كما أن عدم توفرنا على منبر رسمي لعب لصالحنا ولعب لصالح بعض قياديي الحركة الذين أصبحوا وجوها إعلامية، على حساب آخرين لم يكن لهم نفس الحضور الإعلامي. لكن، بصراحة، فأنا لست الممثل الأوحد والحصري للعدل والإحسان، فالحركة هي أكثر غنى من شخصي المتواضع وأكثر مدعاة للاهتمام مما أمثله، أنا لست سوى واجهة قد تبدو للبعض مثيرة للاهتمام. - وغريبة بعض الشيء؟ < نعم، غريبة وغير نمطية، إذا أردت. - في 2006، برزت العدل والإحسان عن طريق خرجاتها الإعلامية حول رؤى الشيخ ياسين التي لم تتحقق. بعد ذلك لزمتم الصمت. هل ندمتم على تصريحاتكم؟ < ما حصل كان حول رؤيا 2006 زوبعة كبيرة في فنجان صغير، كما أن من خاب أملهم حقا لم يكونوا أعضاء الجماعة. إن الحركة كانت ضحية استخدام مقارباتها كأداة ضدها. ما حدث في الواقع هو أن السحر انقلب على الساحر. إن السلطة عندما أرادت الحط من قيمة التنظيم والسخرية منه، نسيت أن المعتقدات الشعبية لم تتخلص بالكامل من القيم الخفية. وبعد ذلك، فقد خف هجوم وسائل الإعلام. صحيح أن وسائل الإعلام تعطي الانطباع بأن الشيء ليس له وجود إلا إذا كان محط الحديث. هذا الهدوء النسبي أعطى الانطباع بأن الحركة تتحرك ببطء وتفقد سرعتها. ليس لدينا أي منبر رسمي، سوى موقعنا على شبكة الأنترنيت، لكن من الذي لديه القدرة على الوصول إليه والإبحار فيه غير النخبة. وبنفس الطريقة، يمكن أن نقول إن صوتكم يسمع أساسا بفضل وسائل الإعلام... - العدل والإحسان موجودة أيضا عندما لا نتحدث عنها. لديها استراتيجية أطلقتها منذ ما يقرب من الثلاثين سنة، هذه الاستراتيجية تتمثل في التعليم ثم التعليم ومرة أخرى التعليم. ترجمة سهام إحولين