عاشت طنجة يوم جمعة مثيرا بعد أن حاول سجينان الفرار من السجن المحلي، في اليوم نفسه الذي تمت فيه سرقة حوالي 80 مليون سنتيم من وكالة بنكية لا تبعد كثيرا عن السجن. وتحالفت الوقائع مع الإشاعات في المدينة لكي تصنع حالة طوارئ حقيقية، حيث تسببت الحواجز الأمنية التي أقامها الأمن في مداخل طنجة، خصوصا قرب المطار، في تناسل إشاعات تقول إن هناك مطاردة اثنين من الفارين من سجن القنيطرة، وإن أحدهما جرح وتم حمله إلى مستشفى محمد الخامس. وأدت قوة الإشاعة إلى انتقال عدد من المواطنين إلى مستشفى محمد الخامس، مدفوعين بالفضول لرؤية أحد السجناء الذين صنعوا الحدث قبل أيام وتحولوا إلى نجوم بعدما فروا من سجن القنيطرة عبر نفق تحت الأرض. وجاء هذا الربط على اعتبار أن طنجة يمكن أن تكون معبرا محتملا للفارين من أجل عبور مضيق جبل طارق سرا والتوجه نحو الضفة الأخرى في أحد قوارب الهجرة السرية. غير أنه تبين، فيما بعد، أن عملية الفرار قادها شخصان من معتقلي الحق العام في سجن «ساتفيلاج»، وهي عملية لم تخل من إثارة، لكنها خلت من التخطيط وتميزت بالعشوائية المطلقة. وأدى تزامن ذلك مع حادثة سطو على وكالة للتجاري وفا بنك في حي البرانص، ظهر نفس اليوم، إلى ربط الكثيرين بين الحدثين، خصوصا وأن الوكالة البنكية تبعد بأقل من كيلومترين عن السجن، حيث اقتحمها ثلاثة أشخاص ظهر الجمعة، مستغلين عزلة الوكالة وخلو الشارع خلال صلاة الجمعة، واستولوا على حوالي 80 مليون سنتيم في عملية استخدموا فيها الأسلحة البيضاء ضد ثلاثة موظفين. ووفق شهود عاينوا عملية الفرار من السجن، فإن سجينا يدعى طارق بوتفاح، وزميله عبد الله، كانا يلعبان كرة القدم في ساحة السجن خلال فترة الاستراحة، حوالي الرابعة والنصف بعد الظهر، ثم قفزا فجأة إلى سطح بناية السجن، وتوجها نحو الجهة الخلفية من السجن، حيث قفزا فوق الفراغ الفاصل بين السطح والسور الذي يقارب علوه سبعة أمتار، وهو ما أدى إلى إصابة طارق برضوض، وأصيب زميله بكسور جسيمة بعد أن سقطا على الأرض. وقال عدد من سكان الحي المجاور للسجن إن طارق حمل رفيقه المصاب على ظهره واقتحم منزلا مجاورا، قبل أن يداهمهما الحراس، أحدهم كان يصوب نحوهما سلاحا ناريا، بينما ضرب حارس آخر السجين الهارب على رأسه مما أفقده الوعي. يذكر أن طارق بوتفاح، سبق له أن نجح قبل حوالي سنتين في الفرار من سجن طنجة رفقة شقيقه ياسين، حيث تم القبض عليهما قبل بضعة أشهر.