قبل أن ينطلق الصاروخ في اتجاه الفضاء أغمي على والدة «الكوسمونوت» الكورية، هذه الأخيرة التي تعتبر اليوم ثاني امرأة آسيوية والمرأة رقم 49 في العالم والأصغر سنا في التاريخ التي تصعد إلى الفضاء. الشابة الكورية تبلغ من العمر 29 سنة، وهي الآن في مجرة «درب اللبانة»، حيث ستجري 14 اختبارا في الفضاء وستبقى على متن المحطة الفضائية 10 أيام قبل أن تعود إلى الأرض في 19 أبريل الجاري اسمها «لي سو يون» وهي ثاني امرأة آسيوية والمرأة رقم 49 في العالم والأصغر سنا في التاريخ (29 سنة) التي تصعد إلى الفضاء. بحيث انطلقت أول رائدة فضاء كورية في اتجاه مجرة «درب اللبانة» بنجاح الثلاثاء الماضي لتكون بذلك كوريا الجنوبية الدولة رقم 35 في العالم التي تشارك في رحلة فضائية بشرية. وكانت مهندسة الأحياء «لي سو يون» قد استغلت مركبة الفضاء الروسية «سويوز» مع رائدي فضاء روسيين من بينهما القبطان «سيرجي فولكوف» للقيام بهذه الرحلة. وقد انطلقت مركبة الفضاء من مركز فضاء «بيكونور» في كازخستان في الساعة 8:16 مساء بالتوقيت الكوري متوجهة إلى محطة الفضاء الدولية، وجاء إطلاق المركبة عقب 7 سنوات من إعداد العاصمة «سيول» خطة لتطوير الفضاء وعقب سنتين من بدء عملية اختيار أول رائد فضاء كوري. وعندما بدأت سفينة الفضاء الروسية «سيوز» ترتقي في الفضاء الثلاثاء الماضي، كان المتفرجون يحبسون أنفاسهم، فيما كان الكوريون الجنوبيون يحتفلون بإرسال أول رائدة فضاء من بينهم، الأمر الذي جعل أم رائدة الفضاء تلك يغمى عليها. ورغم خوف الأم، إلا أنها تدرك أن ابنتها أصبحت أصغر امرأة في العالم تصعد إلى الفضاء، وأول كورية تتحول إلى رائدة. وقد احتفل الآلاف في شوارع سيول بانطلاق صاروخ سويوز الفضائي حاملا رائدة الفضاء الكورية الجنوبية الأولى إلى محطة الفضاء الدولية. وتابع حوالي ثلاثة آلاف شخص من بينهم رئيس البلاد «لي ميونغ-باك» على شاشة عملاقة انطلاق الصاروخ الروسي من قاعدة بايكونور. وأطلق الحشد صيحات الفرح لحظة إقلاع الصاروخ. وهنا صرح الرئيس «لي» فرحا: «سيسجل هذا اليوم في التاريخ كبداية مسيرتنا إلى الفضاء». وبدأ سكان سيول بالتجمع مقابل الشاشة العملاقة التي ثبتت على واجهة مبنى في وسط العاصمة قبل ساعتين من الإطلاق. والتقط البعض الصور أمام صاروخ مصغر فيما انصرف آخرون للصلاة أو مراقبة صعود رائدة الفضاء إلى الصاروخ بقلق وسط إحياء فرق موسيقية للاحتفال. وتمكنت سفينة سيوز من نقل الروسي سيرغي فلكوف (35 عاما)، وزميله أوليغ كونونينكو (43 عاما)، ترافقهم أول رائدة فضاء كورية سويون (29)، إلى محطة الفضاء الدولية أول أمس الخميس، وستجري «لي سون يون» 14 اختبارا في الفضاء وستبقى على متن المحطة الفضائية 10 أيام قبل أن تعود إلى الأرض في 19 أبريل المقبل رفقة الأمريكية «بيغي ويتسون» والروسي «يوري مالنتشينكو». واستطاع علماء الفضاء الروس، والذين عانوا لأكثر من 10 سنوات بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، أن يجعلوا إرسال الناس إلى الفضاء عملا في غاية السهولة، بل حولوه إلى روتين عادي. ويقول «كريستسان فيشتنغر»، رئيس مكتب وكالة الفضاء الأوروبية في موسكو، إن «رحلات سفينة سيوز غاية في الانضباط والدقة»، وفقا لوكالة أسوشيتد برس. وعقب انطلاق «سيوز» عمت الاحتفالات كوريا الجنوبية، إذ تجمع الآلاف قرب مقر البلدية في العاصمة سيول، ليشاهدوا انطلاقة المركبة عبر شاشات عملاقة، ويراقبوا مواطنتهم سويون داخل الكبسولة الفضائية وهي تبتسم وتلوح لهم. ووجه الرئيس الكوري الجنوبي «لي ميونغ باك» كلمة إلى المحتشدين قال فيها إن «ولادة أول رائدة فضاء كورية لهو مبعث سعادة وفخر للشعب الكوري الجنوبي، ويعطي أملا كبيرا للأجيال المقبلة.» للإشارة فإنه ومنذ العام 1995 أطلقت كوريا الجنوبية ثلاثة أقمار صناعية للاتصالات وتملك منذ 2006 قمرها الصناعي العسكري الأول. وقد دفع الرئيس الكوري «لي ميونغ-باك» نحو 20 مليون دولار إلى روسيا من أجل إرسال سويون إلى الفضاء، بعدما انتقتها من بين 36 ألف متنافس عبر مسابقة أجرتها الحكومة، كما وقع الاختيار على يي (29 عاما) بعد استبعاد زميلها كو سان لانتهاكه إرشادات السلامة بعد أخذه كتيبات تقنية إلى منزله.