رحل صباح أمس الخميس عن قرية «أنفكو»، التابعة لقيادة «تونفيت» بإقليمخنيفرة،عمال أشغال عمومية أوفدتهم الأحد الماضي مصالح التجهيز والطرق التابعة لبلدية ميدلت، في مهمة لتعبيد مدرج مطار صغير، كان من المتوقع أن تحط به طائرة ملكية في زيارة مؤجلة لقرية «أنفكو» المعزولة وسط جبال الأطلس المتوسط.. وأكدت مصادر من عين المكان أن سكان القرية التي لقي فيها ستة أطفال مؤخرا حتفهم نتيجة «مرض غامض»، لينضافوا إلى 35 رضيعا لقوا حتفهم بنفس الطريقة العام الماضي، استعدوا لاستقبال الملك قبل أن تخبرهم السلطة بأنه قد ألغى زيارة قريتهم من برنامجه. وخلف إلغاء الزيارة الملكية حسرة كبيرة لدى سكان «أنفكو»، وقال أحد قاطني مدشر أنفكو، في اتصال هاتفي أمس مع «المساء»: «لقد رحل هذا الصباح أصحاب «الترافو بيبليك» مع آلياتهم، لقد حلوا بالقرية يوم الأحد الماضي وشرعوا بآلياتهم في إتلاف محاصيل الحقول الصغيرة التي نزرع فيها البصل والبطاطس في جنب الوادي، أخبرونا عند مجيئهم أنهم بصدد إعداد مطار صغير ستحط فوقه طائرة ملكية، كما طلبت منا السلطة تعليق الأعلام الوطنية فوق منازلنا وطلي بعض الجدران بالجير استعدادا لاستقبال الملك، لكن عندما أخبرنا مجددا أعوان السلطة بأن الزيارة الملكية التي كانت مبرمجة إلى «أنفكو» قد ألغيت شعرنا بالحزن والغبن». وأضاف المصدر ذاته بعربية تحمل لكنة أمازيغية قحة: «لو جاء عندنا الملك لذبحنا له أبناءنا ترحيبا بقدومه ولالتمسنا منه التدخل لتشييد طريق تربطنا بتونفيت وأن يتدخل ليحد من سلطة رجال المياه والغابات، الذين يتهمهم السكان بالشطط في استعمال السلطة. وحسب نفس المصدر فإن سكان القرية لا يضيرهم إتلاف آليات الأشغال العمومية لحقول المزارعين الصغيرة التي يقتاتون من خيراتها، لتعبيد مدرج لإنشاء طائرة بقدرما يضيرهم أن يحرموا من زيارة الملك نفسه. وأشارت مصادرنا إلى أن أهالي أنفكو أسقط في يدهم عندما أخبرهم بعض أعوان السلطة بكون القافلة الطبية التابعة لمؤسسة محمد الخامس للتضامن، والمكونة من طبيب واحد وممرض وسائق، سترحل يوم 20 أبريل الجاري عن قريتهم بعد أن قضت زهاء ثمانية أشهر في المدشر لتقديم الإسعافات للمرضى من الأطفال والسكان. وكانت آخر بعثة رسمية زارت أنفكو مطلع غشت الماضي مكونة من زليخة نصري، مستشارة الملك، وشكيب بنموسى، وزير الداخلية، ومحمد الشيخ بيد الله، وزير الصحة الأسبق، والجنرال دو كور دارمي حسني بنسليمان، قائد الدرك الملكي، بهدف الاطلاع على مشاريع التنمية وفك العزلة عن هذه البلدة. ولا يعرف السكان مآل مشاريع سبق للدولة أن برمجتها لفك العزلة عنهم كتشييد طريق تربط تونفيت بإملشيل (إقليمالرشيدية) على مسافة 97 كلم، بغلاف مالي يبلغ 145 مليون درهم، ورصد اعتمادات مالية تفوق 500 مليون سنتيم في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والبرنامج الاستعجالي الممول من طرف المديرية العامة للجماعات المحلية، من أجل حماية الدواوير من الفيضانات وجلب الماء الصالح للشرب والتطهير السائل واستصلاح السواقي وقنوات الري.