وصلت حملت التضامن مع «المساء»، ضد الحكم القضائي الجائر بتغريمها 600 مليون سنتيم، إلى مستوى غير مسبوق، حيث نزفت دماء محمد أجدال، رئيس نادي الصحافة في تزنيت، عقب تدخل عنيف للقوات المساعدة لتفريق وقفة احتجاجية سلمية ضد مخطط «إعدام المساء» أمام المحكمة الابتدائية. دماؤك يا محمد شهادة إدانة لواقع حقوق الإنسان في المغرب.. شهادة أقوى وأصدق من تلك التي كان وزير العدل، عبد الواحد الراضي، يدلي بها في جنيف أمام مجلس حقوق الإنسان، في الوقت نفسه الذي كان فيه رجال لعنيكري يشحذون عصيهم لضرب المتظاهرين في تزنيت. دماؤك يا محمد شهادة صادقة على دفاع الرأي العام عن حقه في صحافة حرة ومهنية تلعب كامل دورها في مراقبة صاحب القرار وفي فضح الفساد والرشوة وخرق حقوق الإنسان، لا صحافة الدعاية للسلطة وحجب شمس الواقع بغربال مثقوب. دماؤك يا محمد تزيد من ثقل المسؤولية المهنية فوق ظهورنا، وتشعرنا بالخجل.. مواطن يعرض نفسه لمخاطر عصي الأمن دفاعا عن جريدة وعن خط تحريري وعن فكرة معينة حول حرية الصحافة.. إنها مؤشرات جديدة على وعي جديد وسط جيل جديد من الصحافيين ومن القراء، الذين خرجوا في تطوان وفاس وتزنيت والرباط وبنسليمان وغيرها من مدن المركز كما الهامش... مواطنون لا يجمعهم انتماء سياسي ولا إيديولوجي ولا نقابي... ما يجمعهم هو جريدة تطل عليهم كل صباح تحمل شعار: المواطنة الكاملة تبدأ من الحق في المعرفة، والحق في الخبر دون رقابة ولا خطوط حمراء... لا نعرف في هيئة تحرير هذه المطبوعة كيف نشكر كل من عبر عن تعاطفه مع «المساء» في محنتها، وكل من كتب إليها سطورا من التضامن نابعة من القلب والعقل، وكل من أبدى استعداده للمساهمة المادية في أداء غرامة السيد العلوي، وكل من وقف في تظاهرة احتجاجية حاملا شارة رمزية تعبر عن الطموح إلى مغرب آخر لا توجد فيه مخططات لإعدام الصحافة... لكن نعرف كيف نظل أوفياء لما تناضلون اليوم من أجله. إليكم جميعا نقول إن رسالتكم وصلت، وهي أمانة في أعناقنا لن نوفيها حقها إلا إذا حافظنا على نفس الخط التحريري وعلى نفس القيم المهنية التي خرج محمد يقدم دماءه من أجلها...