قال محمد بنشعبون: «إن البنك ليست بحاجة الآن إلى إصدار سندات جديدة، لأن وضعيتها المالية في أحسن أحوالها»، واستند في ذلك إلى النتيجة الصافية التي حققتها المجموعة هذه السنة والتي بلغت 2.37 مليار درهم، بنمو بلغت نسبته 6 في المائة مقارنة مع سنة 2006، وبلغ معامل الاستغلال 43.8 في المائة بارتفاع 2.4 نقطة مقارنة مع سنة 2006، في ظل ظرفية اتسمت بارتفاع التكاليف العامة، المرتبطة أساسا بإطلاق المشاريع الهيكلية والمجهودات المبذولة على مستوى الاستثمار والتوظيف التي تواكب دينامية التنمية على مستوى الشبكة. وكشف بنشعبون، الرئيس المدير العام لمجموعة البنوك الشعبية، في ندوة صحفية لتقديم نتائج المجموعة خلال السنة الماضية، أن العائد الصافي البنكي ارتفع بنسبة 14 في المائة مقارنة مع سنة 2006، لينتقل من 6 ملايير درهم إلى 7 ملايير درهم، وذلك، يضيف المصدر، بفضل التطور الجيد لنتيجة عمليات السوق والهامش على العمولات وهامش الفائدة. وأعلن المتحدث نفسه أن الأموال الذاتية للبنك ارتفعت بنسبة 15.2 في المائة لتصل إلى 16.3 مليار درهم، كما بلغ إجمالي الحصيلة الموطد 159.4 مليار درهم، بارتفاع نسبته 17.2 في المائة، معتبرا أن هذه التطورات تبرز الصلابة المالية للمجموعة، مستندا في ذلك إلى تقرير للوكالة الدولية للتنقيط «ستاندارد أند بورز»، الذي نشرته مؤخرا والمتعلق بالقطاع البنكي. وقال بنشعبون، الذي كان يعرض نتائج المجموعة برسم السنة الماضية أمام الصحافيين والمحللين الماليين بأحد فنادق مدينة الدارالبيضاء، إن «الأنشطة المصرفية بالتجزئة شهدت نموا، خصوصا في الوساطة البنكية واستقطاب زبناء جدد»، حيث ارتفعت ودائع زبناء البنك بنسبة 18.1 في المائة لتصل إلى 132.7 مليار درهم، للمجهودات المبذولة على مستوى جمع الادخار، وهو ما سيساهم، حسب المصدر ذاته، في رفع معدل الاستبناك بالمغرب، مؤكدا على أن عدد الزبناء الجدد للمجموعة بلغ 325 ألف زبون جديد. وأضاف في هذا الإطار أن «السنة الماضية تميزت بفتح 81 وكالة جديدة، ليبلغ العدد الإجمالي للوكالات 690 نقطة بيع، وهي الشبكة الأوسع في القطاع البنكي المغربي». على صعيد آخر، أكد بنشعبون أن المجموعة عززت انخراطها في تمويل مختلف قطاعات الاقتصاد الوطني بتسجيلها لارتفاع ملحوظ للقروض للاقتصاد بلغ 39.7 في المائة، مما ساهم في نمو حصة سوق البنك خلال السنة الماضية بنقطة واحدة ونصف لتصل إلى 20.4 في المائة. هذا في الوقت الذي سجلت فيه القروض الموجهة للخواص تطورا نسبته 22.4 في المائة لترتفع إلى 29.2 مليار درهم، معززة بذلك رتبة البنك الأولى في هذا القطاع، إن على مستوى القروض للاستهلاك أو على مستوى القروض العقارية، حيث بلغت على التوالي حصص المجموعة في السوق 37.6 في المائة و 25.8 في المائة، كما ارتفعت القروض للمقاولات بنسبة 50.6 في المائة لتبلغ 19 مليار درهم. وبخصوص باقي أنشطة مجموعة البنوك الشعبية، أكد بنشعبون أن «السلف الشعبي» سجل ارتفاعا في إنتاجيته بلغ 77.1 في المائة، لتصل إلى 1.8 مليار درهم، كما بلغت نتيجته الصافية 63 مليون درهم، أما شركة «مغرب إنجاد الدولية» فقد عززت موقعها الرائد في قطاعها، حسب المصدر، باكتتابها لما مجموعه 1.7 مليون عقد وبتحقيقها لربح صافي وصل إلى 24.6 مليون درهم، بنمو نسبته 10 في المائة. هذا، وسجل نشاط شركة «الشعبي ليزنك» نتائج وصفها بنشعبون ب«الجيدة» يؤشر عليها نمو إنتاجية الشركة في مجال القرض الإيجاري بنسبة 19.7 في المائة وتحسن نتيجتها الصافية بنسبة 26.7 في المائة لتفوق 40 مليون درهم. وفي حديثه عن بنك التمويل والاستثمار، أكد بنشعبون أن المجموعة أكدت، خلال السنة الماضية، تدخلها على مستوى سوق الرساميل، محققة جاريا بلغ 46.7 مليار درهم، معززة رتبتها الأولى على صعيد هذا الصنف من الأنشطة، بحصة في السوق بلغت 32.6 في المائة ونتائج تحسن مستمر 34.6 في المائة. وأضاف أن المنجزات تطورت بفضل المساهمة الفعالية للشركات التابعة المتخصصة، على صعيد نشاط الوساطة في البورصة بفضل نمو شركة «الوسيط» والنمو المتواصل للأصول التي تديرها شركة الاستثمار الشعبي. وختم بنشعبون مداخلته خلال الندوة الصحفية بالإعلان عن طموح الشركة للتوسع أكثر ببعض الدول الإفريقية، كاشفا حصول البنك على ترخيص لإحداث بنك بموريتانيا برأسمال 200 مليون درهم، وأفاد بنشعبون أن البنك الشعبي حصل على جميع تراخيص مكتب الصرف من أجل تحويل هذا المبلغ الذي سيحدث بموجبه «البنك الشعبي المغربي الموريتاني»، مشيرا في سياق آخر إلى أن البنك حصل على جواز سفر أوروبي سيخول له التواجد بسبعة بلدان أوروبية.