كان على المشهد السمعي-البصري في المغرب أن ينتظر ثلاث سنوات، كان العمل خلالها حثيثا ومتواصلا، قبل أن ينظم كل من السيوميد وماروك ميتري بمدينة الدارالبيضاء مساء الجمعة الماضية ندوة أعلنا فيها عن انطلاق العمل الرسمي بنظام قياس نسبة مشاهدة التلفزيون بالمغرب. حضر هذه الندوة كل من خالد الناصري، وزير الاتصال، الذي قال إن هذا النظام سوف يساهم في الرفع من مستوى جودة الإنتاجات التلفزيونية بالمغرب، ويرفع المغرب إلى مصاف الدول المتقدمة في المجال التلفزيوني. ولم يفت الناصري أن ينوه بالمجهودات التي بذلها سلفه في الوزارة محمد نبيل بنعبد الله «لتحويل الحلم إلى حقيقة»، فهو الذي عمل على دراسة المشروع ووضع أرضية له. نبيل بنعبد الله الذي كان حاضرا أيضا في الندوة بناء على دعوة من وزارة الاتصال والسيوميد وماروك ميتري. وفي تدخله، قال رونديرول مدير «سي إس أ» (الهيئة العليا للسمعي-البصري بفرنسا) إن «السي إس أ» وميديامتري كانتا الأوليان في التجاوب مع طلب العروض الذي قدمته وزارة الاتصال المغربية قبل ثلاث سنوات من أجل خلق نظام قياس مشاهدة في المغرب، وقال عن تأخير خروج هذا النظام إلى الوجود بعد اختيار شركة ميدياميتري لإنجازه في المغرب: «نحن لم نتأخر ولكننا كنا نعمل بجد، لقد بحثنا عن شركاء وحلول تقنية مبتكرة ليخرج المشروع إلى الوجود بشكل فعال ومبتكر». من جهة أخرى، قال رونديرول إن المغرب سيكون رائدا مقارنة بالدول المماثلة له في مجال قياس نسبة المشاهدة، لأن هذا النظام ضروري لتطور الاقتصاد الوطني، من حيث أنه يساهم في ترشيد استعمال المساحات الإشهارية في التلفزيون المغربي، حيث إن الإشهار هو أداة عصرية للنهوض بالاقتصاد المغربي، وأضاف: «ستطبق ماروك متري في المغرب نظاما تكنولوجيا يستعمل لأول مرة، حتى قبل أن يطلق في فرنسا التي لن تبدأ في استعماله إلا في الدورة الثانية من السنة». نفس الشيء أكده هنري فالس، مدير عام شركة ميديامتري، والتي انبثقت عنها الشركة المغربية-الفرنسية ماروك متري قائلا: «لقد اخترنا للمغرب نظاما مبتكرا طورناه خصيصا مع شركة طومسون، حيث ستكون هناك إشارة في الصوت غير مسموعة يمكن لأجهزتنا التقاطها مع كل تغيير للقناة التلفزيونية التي تتم مشاهدتها». وقد حرص المدير العام لميديامتري على أن يبين مدى صعوبة إنجاز المشروع، حيث إنه يشمل جميع التراب الوطني وليس فقط مدنا معينة، موضحا أن ماروك ميتري كونت قاعدة معلومات واسعة ومضبوطة. في الندوة نفسها، قدم جيروم نيرود، المسؤول عن الوسائل التقنية والعلمية بميديامتري عرضا وضح في بدايته أن الشركة ليست مسؤولة عن تحليل المعطيات التي تتوصل إليها وإنما فقط عن إعطاء الإحصائيات والنسب حول نسبة المشاهدة لكل من يطلبها من هيئات سمعية-بصرية وقنوات ووسائل الإعلام». وفي العرض الذي قدمه، بين جيروم نيرود أنه تم استقطاب الأسر المشاركة وعددها 754 في القياس من أربع جهات مغربية: الأطلسية، الوسطى والشمالية والجنوبية، وتم وضع 900 جهاز قياس في منازلهم، ذلك أن هناك أسرا تتوفر على أكثر من جهاز تلفزيون واحد في البيت، ووضح أنه يتم فرز المعلومات حسب سن رب الأسرة وحسب عدد أفرادها وجنسهم ولغتهم... وفي الختام قدم رسما بيانيا توضيحيا عن اختبار أولي لنسبة المشاهدة، شمل اليوم الذي عرضت فيه القناة الأولى مباراة ودية بين المنتخبين المغربي والبلجيكي، حيث ارتفعت كثيرا نسبة مشاهدة القناة الأولى مقارنة بالثانية، وقدم أيضا حصيلة تقريبية للمشاهدة يوم الاثنين ما قبل الأخير، حيث تبين أن مسلسلي رحيمو وعلاش اولدي جلبا أكبر نسبة متابعة في تلك الليلة. وبدا يونس العلمي، المدير التنفيذي لماروك ميتري، حريصا على التأكيد أن النتائج التي أعلن عنها جيروم هي مجرد نتائج اختبار أولي ويجب التعامل معها بكثير من الحذر، وذكر أن نظام القياس الأوتوماتيكي، الموثوق، الدقيق، والمبتكر سيكون في خدمة السيوميد والفاعلين في المشهد السمعي-البصري المغربي، وسيكون هذا النظام هو المرجع الذي يعتمد عليه في قياس نسبة مشاهدة التلفزيون عبر مجموع التراب المغربي، سواء تعلق الأمر بالمناطق الحضرية أو القروية، مضيفا أن نظام القياس هذا يندرج في إطار انفتاح المجال السمعي-البصري المغربي، وذلك من خلال توفير خدمة لا غنى عنها في تطوير البرامج التلفزيونية وترشيد الاستثمارات الإشهارية.