لم تدم استقالة حكيم دومو رئيس النادي القنيطري لكرة القدم إلا بضعة ساعات قبل أن تتدخل ولاية القنيطرة لإنهاء صلاحيتها وتمديد مقام المسيرين إلى أجل غير مسمى. كان قرار وكالة توزيع الماء والكهرباء بالقنيطرة القاضي بقطع الماء عن مواسير الملعب البلدي كافيا لرفع مؤشر الغضب عند أعضاء المكتب المسير للنادي، حينها بادر الرئيس إلى إعلان استقالته ودعوة سلطات المدينة إلى تحمل مسؤولياتها إلى حين عقد الجمع العام الاستثنائي وإنهاء حالة الترقب التي حولت المجلس البلدي إلى محسن يتبرع على فريق يعاني أقصى درجات اليتم في ما يشبه مقولة اليد العليا خير من اليد السفلى. لم يؤد المجلس البلدي ما بذمته على الرغم من الإشعار بقطع الماء عن الملعب الذي وضعته مصالح «دار الضو» أمام طاولة الرئيس، بل إن الفاتورة التي فاقت 50 مليون سنتيم ظلت بدون أداء مما دفع بالوكالة إلى تنفيذ مسطرة قطع الصبيب وإحالة مستودعات مرافق بلا ماء. قال رئيس النادي القنيطري ل«المساء» إن انقطاع الماء مجرد نقطة أفاضت الكأس حيث تراجع المجلس البلدي عن كثير من الالتزامات بل إن المنحة التي كانت محددة سالفا في 400 مليون سنتيم وتقلصت إلى 200 مليون لم تراوح دواليب البلدية، وأضاف بأنه تلقى وعدا من الرئيس بصرف المنحة قبل ثلاثة أشهر وظل يتردد على البلدية كل أسبوع بحثا عن دعم معطل، مما أثر سلبا على مردودية النادي المطوق بالتزامات عديدة خاصة في الظرفية الراهنة التي تتطلب تجندا تاما لكل الأطراف من أجل تجاوز الضائقة، وأكد أنه ظل يسدد من ماله الخاص مجموعة من النفقات الأساسية خوفا من وصول «الكاك» للسكتة القلبية. وحدد المكتب المسير للنادي القنيطري أسباب التوتر الحاصل في علاقة الفريق بالمجلس البلدي في ثلاثة نقط، أبرزها عدم توفير المجلس البلدي لملعب للتداريب، والتماطل في وضع حافلة البلدية رهن إشارة الفريق في تنقلاته خارج القنيطرة، ثم عدم تخصيص حارس للملعب الذي يعد من ممتلكات البلدية، وقال دومو إن ذريعة المجلس بالنسبة للحافلة هي عدم التوفر على عجلات وهو مبرر أثار غضب المسؤولين. وقال عضو في المجلس البلدي إن البلدية ظلت محتضنا للفريق في وقت غاب فيه المحتضنون والمستشهرون وأنها لا تتردد في تقديم الدعم للنادي القنيطري واستدل بمنحة 200 مليون سنتيم التي تعد الأعلى على المستوى الوطني، وقال إن الرجاء والوداد لا يتوصلان من مجلس مدينة الدارالبيضاء إلا ب50 مليون سنتيم لكل فريق توزع على جميع الفروع وليس على فرع كرة القدم وحده. بينما أكد دومو أن النادي القنيطري هو الممثل الوحيد للإقليم ضمن أندية فرق الصفوة وأن الظرف الراهن يفرض استنفار كل أبناء المدينة من أجل دعم الفريق، وقال إن الوالي ألح بصرامة على إنهاء المشكل وطالب البلدية بوقف تماطلاتها وتحمل مسؤولياتها وهو ما دعاه إلى التراجع عن الاستقالة التي لم تكن مكتوبة. من جهة أخرى عبر اللاعبون عن تضامنهم مع الرئيس وألحوا على ضرورة منع كل استقالة محتملة بل وبلغ الأمر إلى حد التهديد بالعصيان في حالة تقديم المكتب الحالي لاستقالته. وفي سياق آخر قال دومو إنه لم يتلق أي رد على مشروعه المعروض على رؤساء فرق المجموعة الوطنية، وعزا ذلك لانشغال الجميع بوضعية الفرق على سبورة الترتيب.