«أنت خرقت القانون وأبديت تحيزا واضحا لطرف على حساب الآخر، لم تكن مسيرا عادلا لأشغال هذه الجلسة، صفتك كممثل للمجموعة الوطنية تفرض عليك التحلي بالحياد وليس الانحياز لرئيس النادي القنيطري» بهذه العبارات خاطب طارق الشوماني - وهو أحد المنخرطين ب«الكاك» - سعيد مهداوي الذي حضر مساء أول أمس الأربعاء إلى قصر بلدية القنيطرة للإشراف على الجمع العام الاستثنائي الذي دعا إلى عقده المكتب المسير لفريق النادي القنيطري لكرة القدم للنظر في ما أسماه «السب والشتم الذي يتعرض له في المباريات والحصص التدريبية». وصب المنخرط المذكور جام غضبه على مهداوي رئيس لجنة القوانين والأنظمة بالمجموعة الوطنية لكرة القدم متهما إياه بإحداث البلبلة داخل الجمع العام بسبب ما أسماه محاولة تكميم أفواه المتدخلين المنتقدين لأداء المكتب المسير والكاشفين عن بعض الأخطاء التي ارتكبها، ما أغضب كثيرا ممثل المجموعة الوطنية الذي صرح علانية بأنه «كيكاوي وعاشق للنادي القنيطري» وبأنه لن يقبل بأن يعطيه أحد دروسا في التسيير أو يطعن في نزاهته وزاد قائلا «أنا عضو في فريق اتحاد سيدي قاسم، ومع ذلك مثلت المجموعة الوطنية في جمعه العام الأخير». أشغال هذا الجمع العام الاستثنائي انطلقت بعد اكتمال النصاب القانوني في أجواء مشحونة ومتوترة، وبدت عناصر الأجهزة الأمنية السرية منها والعلنية مستعدة منذ الوهلة الأولى للتدخل في حالة وقوع أي انزلاقات أو أحداث شغب قد تنسف الجمع برمته، خاصة وأن درجة الاحتقان بين الجماهير القنيطرية التي حضرته وصلت إلى أقصى حدودها بفعل سخطها الكبير على النتائج السلبية التي حصدها فريقها برفقة المدرب عبد العزيز كَركاش وظلت أغلب أحاديثهم وسط القاعة تدعو المكتب المسير إلى قبول استقالته، وهو المطلب الذي أيده كل من المنخرط سعيد لخيال وطارق الشوماني وهشام البوصيري خلال تدخلاتهم التي تشبثت بعدم قبول استقالة حكيم دومو ودافعت بشدة عن الجمهور القنيطري واعتبرت فورة غضبه بأنها مشروعة ونابعة من حبها لفريقها مؤكدين على أنه لا توجد «نار بلا دخان» وأن المكتب المسير مطالب ب«الاعتراف» بوجود خلل والإنصات للاقتراحات والحلول وأن «ينظف» بيته الداخلي من بعض الأعضاء غير القادرين على تحمل المسؤولية. وشهدت أغلب فترات هذا الجمع خروجا «غير مقبول» عن جادة الصواب ظهر خلالها ممثل المجموعة الوطنية عاجزا عن إيقاف دوامة من المشاحنات والملاسنات التي ظل يتفرج على فصولها وسط ذهول الجميع، خاصة بعد أن أفاض حكيم دومو في وصف أحد المنخرطين بأقبح النعوت قائلا إياه «أنت سم في هذا الجمع، أنت سم بين الجمهور وكذلك في الفريق، أنت لا شغل لك منذ نشأتك إلا خلق المشاكل». وأبان سعيد مهداوي مسير الجلسة عن ارتباك واضح في التسيير حين أعطى إشارته في المرة الأولى للشروع في مسطرة التصويت إما بقبول أو رفض استقالة رئيس النادي القنيطري حيث رفع المصوتون بالرفض أيديهم ليفاجئوا بمهداوي يمنح الكلمة لأحد المنخرطين ويتراجع عن قراره بالبدء في عملية التصويت. ورغم التزامه في أول وهلة برفع الجلسة في حالة خرق المسألة التنظيمية المتعلقة باقتصار حق التدخل على المنخرطين فقط، فإنه تغاضى في الكثير من الأحيان عن الوفاء بالتزامه ولم يحسم بالمرة في ما كان يبدر عن أشخاص لا هم بالأعضاء ولا هم بالمنخرطين حيث انبرى هؤلاء في التعقيب على بعض التدخلات والهتاف إما بالتأييد لها أو معارضتها. العديد من المهتمين بالشأن الرياضي المحلي حملوا مهداوي مسؤولية ما وقع بالجمع العام الاستثنائي من اختلالات في التسيير لما سمح لنفسه، ضدا على كل القوانين المؤطرة للجموع العامة، إعطاء الحق لغير المنخرطين بولوج القاعة المحتضنة لأشغال هذا الجمع وحضور أطوارها. حكيم دومو الذي استطاع تجديد شرعيته كرئيس للنادي القنيطري بإجماع 62 منخرطا حضروا الجمع لم يستطع إخفاء دموعه وهو يسرد تفاصيل ما تعرض له من سب وشتم خلال الأربع المباريات السابقة، ودافع بقوة عن حصيلته كرئيس للنادي وكمساند رسمي لباقي الفروع الرياضية الأخرى التي حقق معها الصعود إلى الدوري الممتاز نظير كرة السلة وكرة اليد، وأسهب كثيرا في التذكير بما صرفه على الكاك وبالعمل الذي قام به من أجل أن يكون الفريق بين أحضان الدوري الممتاز وكسب ثقة المستشهرين، ولم يتردد لحظة في إبداء استعداده للمحاسبة والمساءلة خلال الجمع العام السنوي المقبل، وقال «إنه من السابق لأوانه تقييم عمل المكتب المسير في الأسبوع الأول من الموسم الكروي الحالي، هناك جهات تحاول إضعاف الفريق والنزول به إلى القسم الثاني لسبب واحد هو أنها كائنات لا تحيى إلا بوجود المشاكل، لدينا إكراهات مالية تحول دون القيام بانتدابات في المستوى». على هذا الإيقاع انتهت أشغال الجمع العام الاستثنائي وأمل كل الذين حضروه، وفق تصريحات أدلى بها البعض منهم ل«لمساء»، في أن تكون نقطة بداية لمصالحة حقيقية بين كل مكونات الفريق القنيطري وإحداث القطيعة مع كل ما من شأنه أن يعرقل مسيرة الكاك والابتعاد عن زرع الألغام في طريقها، والتحلي بالمسؤولية وروح الانضباط وفتح قنوات الحوار والتواصل بين كل مكونات النادي لاسيما بين المنخرطين والأعضاء المسيرين، و الأخذ بما خلصت إليه تجارب مسيريين سابقين ولاعبين قدامى أفنوا عمرهم في خدمة الكاك والاستعانة بنصائحهم ومقترحاتهم، على حد قولهم. لاعبو الكاك يهددون بترك الميادين هدد لاعبو النادي القنيطري بترك الميادين في حالة استمرار تعرضهم من قبل بعض المشجعين لما أسموه ب«الإهانة والشتم والقذف غير المبرر قبل وأثناء وبعد المباريات الرسمية وفي التداريب اليومية المعتادة»، مؤكدين أن هذه الفئة من الجمهور أصبحت لا تتواني في القيام بسلوكات تنال من سمعة النادي القنيطري و«تعرضه للأسوأ». وكشف بلاغ صادر عنهم، يحمل أربع وعشرون توقيعا ، توصلت «المساء» بنسخة منه، أن اللاعبين بلغوا الحد الأقصى من الصبر، ولم يعودوا قادرين على مسايرة هذا الإيقاع المحبط، في نظرهم، لعزائمهم وإرادتهم، ملتمسين من كل مكونات الفريق تحمل مسؤولياتهم والسهر على «إعطاء شحنة إضافية من دعم سيكولوجي ومعنوي»، مهيبين بالجمهور القنيطري تشجيع فريقهم بطريقة بناءة ومثمرة ل«تحقيق كل ما نتمناه ويتمناه الجميع وهو الفوز»، حسب تعبيرهم.