فجر الرشاد البرنوصي المنتمي لبطولة القسم الثاني مفاجأة من العيار الثقيل حين فاز على الترجي التونسي صاحب التاريخ الحافل بالألقاب أداء ونتيجة بحصة ثلاثة أهداف مقابل هدف واحد في الدور الأول من منافسات كأس الاتحاد الإفريقي التي يخوض غمارها أبناء البرنوصي لأول مرة في تاريخهم. كانت كل التوقعات تصب في اتجاه الفريق التونسي الذي يتفوق على الرشاد نظريا لما له من تصنيف محلي وقاري، وللإمكانيات التي يتوفر عليها والتي تحول المواجهة إلى ما يشبه مباراة بين ملاكمين يختلفان من حيث الوزن. كشفت المباراة أن التصنيف غير معمول به في مباريات الكرة، وأن التكهنات التي تسبق عادة كل مقابلة مجرد انطباعات عابرة سرعان ما تذوب لمجرد دوران الكرة حول نفسها، ففي مباراة الرشاد ضد الترجي راهن أكبر المتفائلين على خروج مشرف للبرنوصي بمجرد معرفة الخصم، بينما تبين أن مكانة الرشاد في القسم الأول جعلت التونسيين يبيعون جلد البرنوصي قبل اصطياده. ولأن الرشاد يكبر أمام الكبار فإنه قد ابتلع مشاكله وتجاوز محنته في الدوري الوطني وتمكن من العودة إلى الواجهة، من خلال مظهر جيد في منازلته للترجي، خاصة وأن هذا الأخير كان ينتظر خصما يعلن استسلامه لمجرد الوقوف أمام الترجي صاحب الخبرة في المباريات القارية، بل إن الترجي سرعان ما ألغى التكهنات بتسجيل مهاجمه الإيفواري فريديريك الهدف الأولى في الدقيقة 38 من الجولة اللقاء، وخلافا لما كان منتظرا فإن رد فعل التونسيين لم يكن قويا بل اكتفى بمجموعة من المرتدات التي لم تقلق الحارس الكوميري. كانت الجولة الأولى كافية لتقديم حكم مبدئي على الترجي، بل إن المدرب حجري أكد في تعليماته في ما بين الشوطين على أن الفوز ليس مستحيلا، وعلى الرغم من تسجيل لاعب الترجي بلال يكن هدفا ضد مجرى اللعب مع بداية الجولة الثانية إلا أن اللاعب سمير أيت بيهي رد عليه بعد 10 دقائق، مما جعل الخصم يفقد بوصلته نحو المرمى ويسقط في شراك البرانصة الذين زادهم حماس الجمهور الذي آزرهم في ملعب الأب جيكو رغبة في توسيع الفارق وهو ما حصل بواسطة اللاعب هيداغا إثر مرتد سريع بعثر أوراق رفاق أبو شروان الذي كان خارج «الفورمة». لم يجد المدرب التونسي الزواوي بدا من اتهام لاعبيه بالاستخفاف وقال في تصريح في نهاية المباراة إن لاعبي الترجي ارتكبوا أخطاء لا يرتكبها إلا المبتدئون، وأضاف أن الخصم كان حاضرا على المستوى الهجومي وأنه استغل الفرص التي أتيحت له، عكس الترجي الذي تعامل مع المباراة بنوع من الاستعلاء. من جهته أكد مدرب الرشاد رضوان حجري الذي يخوض أول تجربة كمدرب للبرنوصي أنه اكتفى بأربع حصص تدريبية وأنه ركز على الجانب النفسي وحفز اللاعبين على الفوز لإيمانه بأن الثقة في النفس هي السبيل نحو الفوز. فاز الرشاد على الترجي وقطع نصف مشوار التأهيل لكن أمامه معركة حارقة في ملعب المنزه بعد أسبوعين سيخوضها التونسيون تحت شعار الفوز أو الموت.