عاش سكان عدة أزقة موزعة ما بين تابريكت وحي السلام بسلا لحظات رهيبة بعد أن شرعت عصابة مكونة من أربعة أشخاص، يوم الاثنين في حدود الساعة التاسعة والنصف ليلا، في تدمير كل ما يصادفها من ممتلكات، لتكون الحصيلة تهشيم زجاج أكثر من عشر سيارات وإلحاق خسائر فادحة بعدد من المحلات التجارية، إضافة إلى إصابة مواطنين بجروح بعد أن أفرغ زعيم العصابة غضبه بهدوء محاطا بالباقين الذين عمدوا إلى توفير حماية من نوع خاص له، حيث قام أحدهم بوضع سيفه فوق كتفه في حين اكتفى الباقون بإظهار أسلحتهم المخبأة بعناية لكل من حاول المقاومة. تسونامي التخريب الذي قامت به العصابة تحت حالة التخدير امتد لأكثر من ساعة، حيث كانت البداية من زنقة رابعة العدوية بتابريكت والتي كانت الأسبوع الماضي موضوع مقال حول تجارة المخدرات، يبدو أن المنطقة الإقليمية للأمن بسلا اعتبرت نفسها غير معنية به، حيث تم تحطيم عدد من الواجهات واقتحام المحلات التجارية قبل أن يتم الانتقال إلى حي السلام وسط ذهول عدد من المواطنين الذين سارعوا إلى الفرار أو الاختباء في الوقت الذي اعتبر فيه البعض منهم أن ما حدث يجعل من التسلح ولو ب«زرواطة» أمرا ضروريا للدفاع عن النفس. «المساء» قامت بزيارة لنفس الحي في الليلة الموالية لتكتشف وجود العديد من الممرات التي تضم شبانا مشبوهين، منهم من بالكاد يستطيع ضبط جلسته، علما بأن نفس الحي قد شهد في الآونة الأخيرة أحداث متفرقة ومواجهات دامية بالأسلحة البيضاء بعد أن انتظم عدد من المراهقين ضمن عصابات تقتسم نفوذها بين شوارع الأحياء، وهي الوقائع التي كرست لدى العديد من سكان سلا إحساسا بأن سيبة من نوع آخر آخذة في احتلال المدينة يوما بعد يوم عنوانها البارز «كاطورزا لكل مواطن»، كما علق على ذلك صاحب محل تجاري، مضيفا أن الوضع أصبح «أقبح من القبوحية». والواضح أن الوضع الأمني الهش الذي تعيشه المدينة وعدم قدرة المسؤولين الأمنيين على ضبط الأمور أمام استفحال ظاهرة الاعتداء على المواطنين التي تحولت إلى شجاعة بالنسبة إلى بعض المنحرفين خاصة بعد أن عمد أحدهم قبل أيام إلى إخراج سيفه في مواجهة عناصر أمنية ليجبرها على الانسحاب، سيجعل من مدينة سلا منطقة خطر إلى أن تتدخل الإدارة العامة للأمن الوطني لإنقاذ الوضع بدل التباكي على قلة العنصر البشري وتواضع الإمكانيات. وإذا كان الأمن المفقود قد زرع الرعب في قلوب السلاويين، فإنه، بالمقابل كما يعبر عن ذلك المثل القائل مصائب قوم عند قوم فوائد، أنعش أوراش الحدادة نتيجة الطلب المتزايد للتجار على طلب وشراء واجهات حديدية تحول محلاتهم إلى زنازين حقيقية تحميهم من سكين أو سيف مباغت يذهب بأموالهم وبضائعهم خاصة بعدما حدث من اقتحام متكرر للمحلات من طرف أشخاص جعلهم القرقوبي يحولون محلات البقالة إلى شبابيك أوتوماتيكية، بطاقتها سكين أو ساطور.