قضت محكمة الاستئناف بآسفي بتخفيض الحكم الصادر في حق مصطفى سرنان، قاتل رئيس معقل السجن المدني، من الإعدام إلى السجن النافذ المؤبد. و كان قد صدر في حق مصطفى سرنان حكم بالإعدام يوم 29 نونبر الماضي بعد أن أدين بتهمة القتل العمد بواسطة السلاح الناري الذي جلبه من بئر الكندوز على الحدود الموريتانية واستعمله في تصفية عبد الكريم أبو السعد، رئيس معقل السجن المدني بآسفي وقتها. هذا، ولم تتضح بعد ملابسات هذه الجريمة، خاصة وأن سرنان لا يخفي ميولاته الإسلامية المتطرفة، وكان قد كبر بأعلى صوته سواء خلال النطق بالحكم عليه بقاعة المحكمة أو خلال تنفيذ جريمته، وإعادة تركيب فصولها أمام السلطات الأمنية والقضائية ووسائل الإعلام. معلوم أن قرصا مدمجا كان سرنان قد تركه بمكان تنفيذ الجريمة يتضمن بيانا لما يسمى ب«نواة شباب آسفي لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» يتبنى جريمة الاغتيال، لم يتم إلى حد الآن تفكيك رموزه وخلفياته، في الوقت الذي ظلت فيه ولاية الأمن بآسفي تفيد بأن ذلك القرص «استعمله القاتل بغرض التمويه فقط». هذا، وكان سرنان قد صرح خلال فصول محاكمته بأنه لم يلق عليه القبض من قبل أجهزة الأمن، وأنه هو من دلهم على نفسه، قبل أن يرحل على عجل إلى معتقل تمارة ويعاد، بعد التحقيق معه، إلى آسفي على متن مروحية تابعة للدرك الملكي وسط إجراءات أمنية جد استثنائية. يشار إلى أن سرنان ارتكب جريمته ليلا واستبق الضحية إلى مستشفى محمد الخامس ليتأكد من وفاته. وفي اليوم الموالي، زار السجن المدني بآسفي وترك بطاقة هويته عند حراس السجن، والتقى إخوته هناك، في وقت كانت فيه أجهزة الأمن والاستعلامات تفتش المدينة ونواحيها من دون أدنى مؤشرات أولية قد تفيد بالوصول إلى الفاعل الحقيقي.