قضى صلاح بلعيرج، شقيق عبد القادر بلعيرج المتهم بتزعم شبكة إرهابية، ساعتين يوم الجمعة الماضي أمام قاضي التحقيق عبد القادر الشنتوف، في إطار التحقيق التفصيلي. وبدا صلاح في حالة صحية منهكة وهو الذي يعاني من مرض عضال قد يودي بحياته في أي وقت، وعلمت «المساء» أن كلا من المحاميين عبد الفتاح زهراش وعبد الكريم الموساوي اللذين يدافعان عن صلاح بلعيرج، مسير فندق «فايشن» بمراكش، طالبا بتمكينه من العلاج، لكن لا يعرف ما إذا كان قاضي التحقيق سيستجيب لهذا الطلب أم لا، كما طالب الدفاع بمنحه السراح المؤقت، أو وضعه تحت المراقبة القضائية مراعاة لحالته الصحية. ويظهر التحقيق التفصيلي جانبا من الاتهامات الموجهة إلى شقيق عبد القادر بلعيرج زعيم الخلية، فهو رجل عادي لم يعرف عنه أي نوع من التزمت الديني، متزوج من إيطالية، وقد عاد إلى المغرب في بداية الثمانينات وقرر إنشاء فندق سياحي من أربع نجوم، إلا أنه احتاج إلى بعض المال لإكمال مشروعه فاتصل بشقيقه عبد القادر المقيم في بلجيكا ليتدبر له مبلغا من المال. هذا الأخير أجابه بأنه مستعد لتأمين مبلغ مهم له من أحد أصدقائه، فقام عبد القادر بإدخال مبلغ كبير من المال يقدر بمليار سنتيم، بالعملة الأوربية، إلى المغرب بطريقة سرية، حيث تم وضع المبلغ في صندوق سيارة وصلت إلى ميناء بني أنصار في الناظور، واجتازت الحدود بأمان قبل أن يعمل بلعيرج على تحويل المبلغ إلى الدرهم المغربي في «شارع الصرافة» في مدينة الناظور. ويتبين أن الشخص الذي تولى تأمين المبلغ هو الذي شارك مع عبد القادر بلعيرج في عملية السطو على بنك سنة 2000، مكنته من الحصول على مبلغ 17.05 مليون أورو، وهي العملية التي لم تتمكن السلطات البلجيكية من معرفة مرتكبها. وبعد حصول صلاح بلعيرج على المبلغ المالي قام بإكمال مشروعه السياحي في مراكش، كما قام بإنشاء إقامات سياحية في أكادير ودور في الجديدة. وتفيد التحقيقات أنه بعد إكمال صلاح لمشاريعه وقع له خلاف مع سارقي المبلغ المالي الذين طالبوا باسترجاع أموالهم، فطلب عبد القادر بلعيرج من شقيقه إرجاع المال لأصحابه، فقام بإرجاع جزء منه أي حوالي 250 مليون سنتيم. وهنا علم صلاح أن الأموال التي قام بتبييضها كانت مسروقة، لكنه لم يقم بتبليغ السلطات بذلك. لكن صلاح ينفي أنه كان على علم بإدخال الأسلحة إلى المغرب. إلى ذلك، أفادت مصادر صحفية أن عبد القادر بلعيرج، الذي تعتبره الرباط إرهابيا كان يعتزم اغتيال شخصيات سياسية وعسكرية مغربية، ساعد رجال الأمن البلجيكي في منع حدوث تفجيرات في أوربا، هذا ما أكدته الجريدة الفلامانية «دي تيجد»، التي وصفت بلعيرج بأنه «عميل من ذهب». ووصفت جهات قضائية بلجيكية التحقيقات التي قامت بها المصالح الأمنية المغربية بأنها «جدية»، وقالت الناطقة باسم القضاء الفيدرالي البلجيكي إنه «يبدو أن تحقيقات المغاربة كانت عميقة وجدية»، وجاء هذا التصريح في أعقاب لقاء المسؤولة القضائية مع الوفد الأمني البلجيكي الذي عاد من المغرب.