ينعقد، اليوم الثلاثاء بمقر وزارة الداخلية في الرباط، اجتماع أمني يحضره ولاة الأمن ويتوقع أن يتناول مناقشة الوضع الأمني في المغرب بعد تفكيك خلية «بلعيرج»، مرورا بتشخيص الخريطة الأمنية في جهات المملكة وانتهاء بتدارس احتجاج رجال شرطة في مدينة طانطان بعد تعرض زملائهم لاعتداء من طرف عناصر محسوبة على «البوليساريو» الأربعاء الماضي، سرعان ما عجل بوفاته في المستشفى. وأكد مصدر من وزارة الداخلية أن الشرطي المتوفى، الذي ظل يعمل في مفوضية أمن مدينة طانطان دفن أمس الإثنين بمقبرة مدينة مراكش، مسقط رأسه، في جنازة رسمية حضرها مسؤولون أمنيون من مستوى رفيع. وأشار مصدر أمني إلى أن الاجتماع، الذي سينعقد اليوم الثلاثاء، لا يكتسي طابعا استعجاليا، بل هو اجتماع» روتيني» يأتي في إطار التنسيق وتدارس مختلف المشاكل التي يعاني منها رجال الأمن في مختلف جهات المغرب، مشيرا إلى أن اجتماع اليوم يأتي بعد مرور أيام على اجتماع ممثل عقده سعد حصار، كاتب الدولة في الداخلية، رفقة محيي الدين أمزازي، الوالي المدير العام لمديرية الشؤون الداخلية، مع رؤساء أقسام الشؤون العامة بمختلف العمالات والأقاليم بمقر وزارة الداخلية، توج بإصدار تعليمات وصفتها مصادرنا ب«الصارمة» إلى رؤساء أقسام الشؤون العامة بهدف توخي اليقظة وتقوية التنسيق مع مختلف المصالح الأمنية ورجال الشرطة وحثهم على توخي الحذر والاقتراب أكثر من هموم المواطنين. واتصلت «المساء»، صباح أمس، بعبد الرحمن عاشور، العامل المكلف بخلية الاتصال بوزارة الداخلية، لمعرفة النقط المزمع إدراجها ضمن جدول أعمال اجتماع ولاة الأمن مع مسؤولين أمنيين في مقر وزارة الداخلية، لكن هاتفه النقال ظل يرن دون أن يرد. وكان رجال الشرطة في مدينة طانطان قد انتفضوا في وجه الإدارة بعد تعرض زميلهم عبد العزيز المسكي، الشرطي العامل بأمن طانطان، إلى اعتداء أصيب على إثره بكسور على مستوى وجهه وبإصابات أدخلته في غيبوبة لمدة يومين بعد أن هاجمه أشخاص يقطنون في حي «الرحمة». وقالت مصادر إن «حي الرحمة» بمدينة طانطان صار معقلا شبه آمن لأنصار»البوليساريو»، موضحة أن القاسم المشترك الذي يكاد يوحد رجال الأمن في المدينة هو الاستياء، ومشيرة إلى وجود تعسفات يمارسها المسؤولون الأمنيون على مرؤوسيهم، إرضاء لوجهاء القبائل الصحراوية وأعيان المدينة على حساب كرامة رجال شرطة سبق لبعضهم أن تعرض للصفع أمام المواطنين وأجبر من طرف رؤسائه على التنازل عن متابعة من تسببوا له في إهانة أمام الناس. وأشارت مصادرنا إلى أن المجموعات الحضرية للأمن «الكيس» مازالت تعمل بالأقاليم الجنوبية رغم أن الشرقي الضريس، المدير العام للأمن الوطني، سبق له أن قام بحل تجربة المجموعات الحضرية للأمن يوما واحدا بعد إكمالها لسنتها الثالثة، وهو اليوم الذي صادف 17 أكتوبر من سنة 2006.