وضع الدكتور حرمة الله النقط على حروف الجدل القائم في أوساط المدربين حول شواهد المدربين المرشحين لتدريب المنتخب الوطني، وقدم في حوار مع «المساء» صورة تقريبية عن المراحل التي يجب أن يقطعها كل راغب في نيل شهادة مدرب من الدرجة العالية، واعتبر حرمة الله دورات هنيف بألمانيا وكلير فونطين وفيشي بفرنسا مجرد مشاركات سطحية تندرج في إطار التعاون بين البلدان الأوربية ودول القارة السمراء. - هناك جدل قائم في المغرب حول مصداقية شواهد التدريب ما مدى صحة الديبلومات التي بحوزة المدربين المغاربة؟ < لا يمكنني أن أكشف عن صحة كل شهادة لأنني لست جهازا للتصديق على الشواهد التي بحوزة كل مدرب، خشية الاصطدام مع الزملاء والدخول في جدل كبير من شأنه أن يوسع هوة الخلاف بين الأطر التقنية، لكن يمكن أن أتحدث عن المراحل التي يمكن أن يقطعها كل مؤطر إذا أراد حيازة شهادة عالية في مجال التدريب. - طيب للحصول على شهادة تدريب من الدرجة الثالثة ما هي المسالك التي يقطعها كل مدرب؟ < أولا يجب التدرج عبر المراحل والخطوة الأولى هي الحصول على شهادة ملقن وهي درجات أولى وثانية وثالثة، وتمنح حاملها حق تدريب الفئات الصغرى، بعد الحصول على شهادة موازية في الإسعافات الدولية، وبهذا الرصيد المعرفي يمكن للمكون المبتدئ أن يجتاز شهادة أعلى وتسمى شهادة الدولة رقم واحد، ولها علاقة بكل الرياضات وليس كرة القدم وحدها، أي أن الدارس يصبح ملما بكل الأنواع، وهذه الشهادة تشرف عليها وزارة الرياضة، بعد ذلك نمر إلى الجانب التطبيقي من خلال الممارسة تحت مراقبة الوزارة والاتحادات، وإذا كان التنقيط المحصل عليه يفوق 12 على 20 يمكن للمتدرب أن يقضي فترة تدريبية في إحدى النوادي ، وإذا كان تنقيطه أقل يكرر الموسم الدراسي. - لكن أسماء الدرجات الأولى والثانية والثالثة تغيرت؟ < فرنسا هي البلد الوحيد الذي وضع هذه الدرجات وحرص على تعميمها على بقية الدول، الآن ديبلوم الدرجة الثانية أصبح يسمى ديبلوم مدرب في كرة القدم، وهو يشمل الجانب النظري والتطبيقي مع الاتحاد والحصول طبعا على نقطة أعلى من 12 على 20 ، ثم خوض تجربة إلزامية مع نادي خارج الحدود، بعد ذلك يمكن أن تشغل منصب مدير مركز لتكوين لاعبي كرة القدم، وبعد أربع سنوات من التجربة الميدانية يمكن أن تجتاز شهادة مدرب محترف، وهي الشهادة الأعلى التي لا تنالها إلا إذا قدمت أطروحة حول نادي كبير من قيمة ليفربول أو اشبيلية أو الريال أو البارصا، تقدم الأطروحة عادة أمام خبراء في الكرة كإيمي جاكي ودومنيك، ولن يصادق على العمل الذي قدمته إلا إذا قضيت قرابة 13 سنة من الارتقاء في سلم التدرج دون أن ترسب. - إذن تكوين مدرب محترف من الدرجة العالية يتطلب 13 سنة؟ < نعم هذا على أقل تقدير، لأن القوانين في فرنسا صارمة ولا تسمح لكل من هب ودب أن يصبح مدربا. - لكن بعض المدربين المغاربة الذين قادوا المنتخبات لم يجتازوا كل هذه المراحل واختصروا الأمر في شهر أو شهرين؟ < المشكل أن بعض الإخوان يدعون حصولهم على ديبلومات من الدرجة الثالثة التي تخول لهم تدريب المنتخب وكبريات النوادي، والحال أنهم اكتفوا بتكوين سطحي في بعض الدول المرتبطة بعلاقة تعاون مع الدول الفرنكفونية، في فيشي أو هينيف أو إنجلترا أو في كلير فونطين، شهر واحد لا يكفي لنيل شهادة من الدرجة الثالثة مستحيل، علما أن الشواهد المسلمة من المراكز المذكورة مكتوب عليها عبارة «شهادة لا يسمح التدريب بموجبها في فرنسا وألمانيا وانجلترا، إنهم يكذبون علينا ويوهموننا بأننا في أعلى درجات التكوين. - لكنك شاركت في مثل هذه الدورات التكوينية؟ < نعم شاركت في دورات في فيشي وكلير فونطين وهنيف بألمانيا، ونلت شواهد المشاركة، لكن هل تخول لي هذه الشواهد حق التدريب في دول تقنن التدريب، يمكن أن أدرب فريقا أو منتخبا في ليبيا أو الجزائر وموريطانيا والسودان.. - ما هي الجهة التي كانت تمول دراساتك في مجال التدريب؟ < 13 سنة من التكوين بمالي الخاص ومجهوداتي الشخصية دون أن تتحرك الجامعة أو الوزارة لدعمي كإطار مغربي يمكن أن يفيد الكرة المغربية. - كيف يمكن مثلا تدريب ليفربول أو باري سان جيرمان؟ < بالحصول على أعلى شهادة وهي التي في حوزتي وأنا المغربي الوحيد بكل تواضع الذي نالها عن جدارة واستحقاق، ويمكنك الرجوع لموقع الفيفا لتتأكد من هذه المعلومة. - كنت الأول على دفعتك؟ < نعم لكن لا أحد من الصحفيين المغاربة تحدث عن هذا الإنجاز الذي حصل سنة 2001، وفي العام الموالي حصل ديدي ديشامب على الرتبة الأولى في دفعته، فتحرك الإعلام الفرنسي والإيطالي وفي بلدان أخرى، حرمة الله هو المدرب الإفريقي والعربي الوحيد الذي يملك أعلى شهادة تدريب في العالم، فضلا عن شهادتي دكتوراه في الاقتصاد، ثم إن الدراسة التي قدمها المغرب في عهد المرحوم السملالي مع ملف الترشيح كانت من إنجازي وتحولت إلى وثيقة تدرس وهي تخص المردودية الاقتصادية لاستضافة نهائيات كأس العالم. - رغم ذلك أنت خارج سباق المنتخب الوطني؟ < هذا سؤال يجب توجيهه للمسؤولين على جامعة الكرة، إنهم يعرفون كل شيء لكنهم يديرون ظهورهم للكفاءات بل ويسربون إشاعة رفضي منصب مدير تقني عبر بعض المنابر الصحفية التابعة لهم.