قال الرجل الثاني في تنظيم الشبيبة الإسلامية المنحلة إبراهيم كمال إن العلماء بالمغرب مقصيون من المشاركة في الحياة السياسية، واقترح بالمقابل، خلال لقاء العلماء الذي نظمه أول أمس السبت بالدارالبيضاء حزب النهضة والفضيلة واستدعى له عددا من الدعاة والمرشدين الدينيين، تخصيص كوطا للعلماء داخل البرلمان، على أن توكل للعلماء أنفسهم مهمة اختيار من يمثلهم دون اللجوء إلى مسطرة الانتخابات حتى لا يحط من قيمتهم. من جانبه، اعتبر محمد زحل، خطيب سابق بمدينة الدارالبيضاء، أن العلماء بالمغرب لم يغيبوا عن الشأن العام وإنما هم من غيبوا أنفسهم، مشيرا في السياق ذاته إلى أن سبب الوضع الذي أثر على استقلاليتهم يتمثل في كون غالبيتهم يعيشون بما تجود به عليهم وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أو المحسنين الذين شيدوا المساجد التي هم قيمون عليها، مضيفا أنهم لما كانوا يعيشون على أموال الأوقاف ولم يكن في ذلك منة من أحد، كانوا مستقلين ويفصحون عن آرائهم دونما خوف أو وجل. واقترح زحل على أعضاء حزب النهضة والفضيلة العمل على تنظيم مناظرة بين العلماء ومعتقلي السلفية الجهادية داخل السجون قصد تصحيح بعض المفاهيم، كما نصحهم قبل الشروع في هذه الخطوة بالحصول على إذن مسبق من قبل السلطات. إلى ذلك، تحدث محمد الخاليدي، أمين عام حزب النهضة والفضيلة، عن وجود لوبيات داخل السلطة تعمل على ضرب كافة التوجهات الإسلامية، الشيء الذي يتطلب، حسب اعتقاده، من كافة الأحزاب ذات التوجه الإسلامي الاستعداد لمواجهة هذه اللوبيات، مضيفا في سياق آخر أن من يدافع حقيقة عن مؤسسة إمارة المؤمنين هم العلماء، وان الإشكال الموجود حاليا يتمثل في غياب هؤلاء عن المؤسسة التشريعية، وأن القوانين يجب أن تكون متلائمة مع الشريعة، مضيفا أن العلماء وقع تهميشهم وكان ذلك مخططا له، وأن جميع المجالات التي لها علاقة بالإنسان والثقافة تصدى لها اليسار، قبل أن يستطرد بقوله أن قوة حزبه، الذي انسلخ عن العدالة والتنمية، تتمثل أساسا في الدفاع عن مؤسسة إمارة المؤمنين في مقابل توجهات لم يسمها تدعو إلى إزالتها. واعتبر الخالدي عددا من القوانين التي تشرع داخل البرلمان لا علاقة لها بالشريعة الإسلامية، وأن عددا من مداخيل الميزانية التي يصادق عليها ممثلو الأمة مصدرها الخمور، وأضاف قائلا: «قوتنا ليست في الديمقراطية وإنما في الإسلام». ودعا الخالدي العلماء إلى التصدي للموقعين على عريضة إلغاء تجريم الشذوذ الجنسي. ولم يترك الخالدي المناسبة دون التعريج على قضية تفكيك شبكة بلعيرج، وما أثارته من ردود تتعلق باعتقال بعض رموز الحركة الإسلامية، حيث علق بقوله: «الأحزاب الإسلامية كلها مهددة اليوم من طرف اللوبيات التي تسربت إلى أجهزة الدولة وأصبحت تضرب هذه القوى من داخلها»، مشيرا، في السياق ذاته، إلى أن المطلوب حاليا هو الدفاع عن استقرار البلد والدفاع عن مؤسساتها. تجدر الإشارة إلى أن الرجل الثاني في تنظيم الشبيبة الإسلامية المنحلة، إبراهيم كمال، كان حريصا، طيلة مدة هذا اللقاء الذي دام زهاء 3 ساعات، على استعمال لغة الإشارة والرموز، مكتفيا بتلاوة آيات قرآنية تتعلق بأحداث سياسية تاريخية، حيث ساق قصة قارون وهو يتحدث عما سماه بالرأسمالية المتوحشة، التي قال إنها تريد أن تستعمر العالم بشكل آخر، مؤكدا أن قصة قارون تتردد في كل عصر، كما أن المغرب حاليا يعيش على إيقاعها. وعلى مستوى أعلى بكثير مما كانت عليه زمن بني إسرائيل. وقد تم الكشف، خلال هذا اللقاء، عن عزم الحزب توجيه رسالتين إلى الملك، الأولى تتعلق بمقترح تخصيص كوطا للعلماء داخل البرلمان، والرسالة الثانية تتعلق بالسماح لبعض معتقلي السلفية الجهادية ممن أعيدت محاكمتهم بمتابعتهم في حالة سراح.