[email protected] جلست والبورطابل في يديها تتأمل الرقم الظاهر على شاشته، قالت هذا الرقم لا أعرفه، فقد ظهر دون اسم صاحبه. دفعها الفضول إلى الرد ب«بيبّ»، توالت «البيبات» بعد ذلك، بيبّي علي، نْبيبي عليك، إلى أن أحسَّتْ بصُداع على مستوى الرأس أو بتعبير أدق «ضَرْها راسْها»، فأرسلت في طلب «رُوشَارْج» من فئة عشرين درهما، لأن الرصيد الذي كان متبقيا بحوزتها كان يكفي فقط «لِلْبيباجْ»، أدخلت رموز التعبئة وطلبت الرقم، انتظرت للحظات، رنّة.. رنتين، فرد عليها صوت ذكوري تماما كما توقعت وتمنت، سألها قائلا: آلو، شكون مْعايا؟ فأجابته بدلال: شكون أنت أخويا، راه هاد النمرة من الصباح وهي «تتبيبي علي». أجابها: فالحقيقة، سمعت نمرتك البارح فالراديو، ياك أنت اللي اتصلت بالبرنامج الفلاني، باغيا تتعارفي وخليتي نمرتك في الإذاعة. بحياء -لأنها «مرضاتش»، فقد أحست لحظتها وكأنها عرضت نفسها و«نمرتها» للبيع- أجابته: نعم، ولكن أخويا سمح لي راني متَنْتفَلاَّشْ، إلى كان عينيك فالتفلية كولها لي. فرد الشاب: - وشكُون كال ليك راني تنتفلا، راني تنقلب على شي بنت الناس، وفالحقيقة عجبتني نمرتك ساهلة تتحفظ دغية، وعجبني حتى صوتك. مالي نوال الزغبي حتى يعجبك صوتي!! فرد الشاب: أحسن من نوال الزغبي، كولي لي إمتى نقدر نشوفك؟ نفد الرصيد رغم أنه كان مضاعفا، فانقطع الخط وبقي الحديث معلقا بينهما دون نهاية، انتظرت قليلا عله يأخذ المبادرة هذه المرة ويعبئ بطاقة هاتفه ليكملا حديثهما، لكن انتظارها طال، فقررت أن ترسل من جديد في طلب «روشارج» أخرى، وهذه المرة اشترت واحدة من فئة خمسين درهما وطلبته لأخذ موعد معه، فالكلام وجها لوجه أحسن من الحديث على الهاتف «بروشارج» ثمنها «بالدَّقة على النِّيف» ودقائقها تطير «بحال الريح». أخذا موعدا في بيته، حسب رغبتها، لأنها تذهب فقط «للديّور» وتتجنب الجرادي والقهاوي والبحور، فأخوها عندو موطور، والنهار كامل تيبقى يدور وما فيها ما ياكل العصا ويسمع المعيور. تحدثا طويلا عن أشياء كثيرة، وبلا ما يمشي خيالكم لبعيد، راه مادارو حتى حاجة خطيرة، فالسيدة باغيا غا المعقول والصّح، والسيد حتى هو الله يعمر ليه الدار بعقلو بصّح. أعجبا ببعضهما وأحسا وكأنهما خلقا لبعض واتفقا على أن يصبح «البِيبّاج»، حسب عدد المرات، وظيفة ضرورية لمسار علاقتهما، فإذا رن عليها رنة واحدة فهذا يعني أنه يُحبّها ويفكّر فيها، وإذا رنّ عليها رنتين فذلك يعني أنه اشتاق لرؤيتها، وإذا رن عليها رنات متوالية، حذرها من أن «تشدو» وأضاف أن ذلك يعني أنها لازم تلبس «جلابتها وتجي لعندو».