ارتفع حجم الاستثمارات في القطاع الخدماتي بنسبة 83 في المائة السنة الماضية مقارنة مع سنة 2006، مقابل 67 في المائة في قطاعات كالصناعات الكيميائية والغذائية والإلكترونية والميكانيكية، فيما تراجع حجم الاستثمارات في قطاع النسيج والجلود. وأكدت دراسة أنجزتها الوكالة الوطنية لإنعاش المقاولات الصغرى والمتوسطة أن قطاع الخدمات يؤكد سنة بعد أخرى أنه «في صحة جيدة»، عكس ما يحققه قطاع النسيج الذي يواصل تراجعه فاسحا المجال أمام صناعات أخرى كالكيميائية والإلكترونية، وذكرت الدراسة ذاتها، التي عرضت في ندوة صحفية أول أمس الأربعاء، أن 75 في المائة من المقاولات العاملة في قطاعي الصناعات الكيميائية والغذائية ارتفع حجم صادراتها خلال السنة الماضية مقارنة مع سنة 2006، مشيرة إلى أن الوضعية الحالية للصناعات الكيميائية تبقى إيجابية في الوقت الراهن، حيث أكد 60 في المائة من المستجوبين من أصحاب المقاولات التي تشتغل في هذا القطاع الاقتصادي أن استثماراتهم مدرة للربح، في الوقت الذي أكد فيه 16 في المائة من أصحاب المقاولات المنتجة للمواد الغذائية أن نشاطهم في تراجع مستمر، مما يؤثر على حجم مبيعاتهم، وبالتالي على استثماراتهم بالمغرب. وبخصوص نوعية المنتجات التي سجلت مستويات مهمة في التصدير خلال السنة الجارية، كشفت الدراسة أن جميع المستجوبين من أرباب المقاولات المشتغلة في قطاعات الصناعات الكيميائية والإلكترونية والميكانيكية توقعوا أن ترتفع مبيعاتهم في الأسواق العالمية مقارنة مع السنة الماضية، كما هو الشأن بالنسبة لقطاع الخدمات، حيث أكد 78 في المائة من المستجوبين أن أنشطتهم ستنمو بشكل مهم خلال سنة 2008، فيما توقع 5 في المائة من أرباب المقاولات المنتجة للمواد الغذائية أن تجارتهم ستتراجع خلال هذه السنة. وأكد 14.8 من المستجوبين أنه للرفع من مردودية مقاولاتهم سيقومون بترشيد الإنتاج، فيما رأى 11.6 في المائة أن تحسين جودة المنتوجات وتكوين العاملين بمقاولاتهم عاملان سيمكنان من الرفع من مردودية المقاولة وتعزيز تنافسيتها في السوق المغربية والدولية، غير أن 5.5 في المائة من المستجوبين كان لهم رأي آخر تمثل في تخفيض مصاريف الإنتاج. وفي موضوع ذي صلة، قال 67 في المائة من المستجوبين في قطاع الصناعات الغذائية: «إننا قمنا باستثمارات همت إضافة وحدات إنتاجية وآلات أكثر من السنة الماضية»، وهو ما أكده نفس العدد من أرباب المقاولات المشتغلة في القطاعات الكيميائية والإلكترونية والميكانيكية، من جانبهم أقر 8 في المائة من أصحاب مقاولات عاملة في النسيج والجلود أن استثماراتهم تراجعت خلال السنة الماضية مقارنة مع سنة 2006، فيما أكد 36 في المائة منهم أن استثماراتهم ظلت مستقرة. هذا، في الوقت الذي أكد فيه 83 في المائة من المستجوبين من أرباب المقاولات المشتغلة في قطاع الخدمات أنهم قاموا باستثمارات كبيرة خلال السنة الماضية. وأجمع جميع المستجوبين بنسبة 68 في المائة أن حجم استثماراتهم ارتفع خلال السنة الماضية مقارنة مع سنة 2006، فيما أكد 32 في المائة منهم أن استثماراتهم ظلت مستقرة. وفي سياق آخر، كشفت الدراسة، التي تم إجراؤها على عدد من أرباب المقاولات المغربية في مختلف القطاعات، عن تزايد عدد العاملين بالمقاولات الصغرى والمتوسطة بالمغرب سنة 2007 مقارنة مع سنة 2006، وهو ما أكده 61.33 في المائة من المستجوبين مقابل 30.67 في المائة الذين صرحوا بأن عدد العاملين بمقاولاتهم ظل مستقرا، فيما أقر 8 في المائة من أرباب المقاولات المستجوبة أن عدد العاملين تضاءل مقارنة مع سنة 2006. ومقارنة بين ال«بارومتمر» الذي قامت به الوكالة الوطنية لإنعاش المقاولات الصغرى والمتوسطة خلال سنة 2006، والذي كان الأول من نوعه الذي تقوم به هذه الوكالة، وبين «بارومتر» سنة 2007، لاحظ خبراء هذه الأخيرة أن وضعية الاستثمارات بالمغرب تبقى ديناميكية، وهو ما أكده 48 في المائة من المستجوبين السنة الماضية مقابل 39 في المائة سنة 2006، ويتأكد ذلك أكثر، تضيف الدراسة، بالرجوع إلى حجم الاستثمارات الذي ارتفع داخل المقاولات المغربية مقارنة مع سنة 2006.