- اعتقلت السلطات المغربية، أول أمس، قياديين في حزب البديل الحضاري والحركة من أجل الأمة في سياق تفكيك خلية متهمة بالإرهاب. ما هو تعليقك على هذه الواقعة؟ < نحن في المغرب اعتدنا أن يتم تفكيك واعتقال أعضاء بعض الخلايا المتهمين بالإرهاب، ولكن ما يميز تفكيك هذه الخلية الأخيرة هو أنه لأول مرة يتم توقيف واعتقال أشخاص معروفين في الساحة الوطنية ومرتبطين بشكل مباشر بالعمل السياسي. ويتعلق الأمر بكل من المصطفى المعتصم ومحمد أمين الركالة، وهما قياديان في حزب البديل الحضاري، وهذا الحزب معترف به من طرف السلطة وشارك في الانتخابات التشريعية الأخيرة، وأيضا محمد المرواني، رئيس الحركة من أجل الأمة، وهو بدوره حول حركته إلى حزب سياسي لازال لم يعترف به إلى حد الآن. والملاحظ أن السلطات المغربية لم تعترض على توجهات المرواني حين امتنعت عن منح الترخيص لحزبه، وإنما الاعتراض اتخذ صيغة أخرى، وهي أن الحزب لم يحترم المسطرة القانونية في وضع ملفه. الميزة الثانية لهذه الاعتقالات التي جرت أول أمس هي أنه لأول مرة يتم إيقاف أشخاص معروفين ولا يمكن اعتبارهم، بأي حال من الأحوال، أصحاب ارتباط إيديولوجي بالتيار السلفي الجهادي، كما اعتدنا في السابق في كل الخلايا التي كان يتم تفكيكها والتي غالبا ما كان لها ارتباط تنظيمي بالقاعدة وإيديولوجي بالتيار السلفي الجهادي، وغالبا ما يكونون من فئات اجتماعية مهمشة. - وما هو تعليقك على تهمة الإرهاب المنسوبة إلى قياديي البديل الحضاري والحركة من أجل الأمة، وهما حزبان كانا دائما يصرحان بأنهما ضد الإرهاب؟ < نعم ، خطورة هذا الملف تتجلى في كونه يورط أشخاصا قياديين في حزبين محسوبين على التيار الإسلامي، وهما حزبان يتمتعان بشهادة حسن السيرة من طرف قوى اليسار. ونشير، على سبيل المثال في هذا السياق، إلى أن المؤتمرين التأسيسيين لحزب البديل الحضاري والحركة من أجل الأمة احتضنهما المقر المركزي للحزب الاشتراكي الموحد، كما أن هذين الحزبين هما التنظيمان الوحيدان اللذان سمح لهما بالمشاركة في المسيرة الوطنية ضد الإرهاب، التي نظمت بالدار البيضاء بعد مرور 10 أيام على أحداث 16 ماي الإرهابية. ومعلوم أن خطابات المرواني ومعتصم والركالة كانت دائما تقترب من خطابات القوى الديمقراطية واليسارية، مما جعل القوى الإسلامية الوازنة في المغرب (جماعة العدل والإحسان وحركة التوحيد والإصلاح) تبدي نوعا من التحفظ تجاه توجهات حزب الحركة من أجل الأمة وحزب البديل الحضاري. - ما هي تداعيات هذا الملف إذا ثبتت تهمة الإرهاب المنسوبة إلى المرواني ومعتصم والركالة؟ < إذا ثبتت الاتهامات الموجهة إلى هؤلاء المعتقلين، فإن ذلك سيكون مدخلا لدفع ما يسمى ب«القوى الاستئصالية» في المغرب إلى رفع صوتها بضرورة التضييق على جميع الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية بدون تمييز بين المعتدلة أو المتطرفة. وأتوقع أن تبدأ أولى حلقات هذا التضييق بسحب الترخيص من حزب البديل الحضاري، وبالطبع لن يتوقف الأمر عند هذا الحد. *باحث في شؤون الجماعات الإسلامية