هل صحيح ما راج حول تفويت موقع وليلي الأثري إلى شركة خاصة فرنسية؟ + لم يصلني أي عرض من هذا القبيل. وبحكم كوني المدير المشرف على الموقع الأثري وليلي، فإن كل الطلبات من هذا القبيل أو الطلبات المتعلقة بمباشرة الحفريات أو الأبحاث أو حتى الزيارات للمتاحف الموجودة في الموقع، تصلني أولا بأول إلى مكتبي، ويتم التنسيق فيها مع الجهات المعنية، من وزارة الثقافة والمعهد الوطني للبحث الأثري في المغرب، أو حتى مع الجهات التابعة لقطاعات أخرى مثل المجلس البلدي. أؤكد أنه لم يصلني مثل هذا الملف، هذا من جهة، أما من جهة أخرى، فأعتقد أنه لا يجوز مطلقا تفويت أي قطعة من موقع وليلي الأثري لأن الأمر يرتبط بتاريخ المغرب. قد يحتاج الأمر إلى عقود من البحث الأثري أو إلى قرون قادمة وإلى ميزانيات ضخمة، لكن هذا لا يبرر، بأي حال، تفويت موقع من هذه القيمة إلى جهة أجنبية. - ولكن المغرب غير قادر على تمويل تكلفة البحث والحفريات ولا حتى صيانة الموقع وحراسته من الدهماء ولصوص الآثار؟ + صحيح أن تكلفة البحث مرتفعة، وأن أغلب الأبحاث التي أنجزت لا تغطي إلا النزر القليل من مساحة الموقع. زيادة على ذلك، فإن أغلب البحوث التي أجريت قد مولتها إما جامعات أجنبية أو المجموعة الأوربية أو اليونسكو، وهؤلاء راكموا الشيء الكثير في هذا المجال، ونحن نتعاون معهم أو نحاول الاستفادة من الخبرات الطويلة للأوربيين في مجال البحث الأثري. إننا لانزال في البداية في مجال البحث الأثري. أما بصدد حراسة الموقع، فأعتقد أنه بعد تشوير الموقع وبعد الرفع نسبيا من رجال الأمن الخاص، فإنه قد تم تلافي الكثير من المشكلات الناجمة عن هذا الموضوع، ومنها أولا حفظ الآثار المتبقية وصيانتها، والحيلولة دون تحول بعض المساحات إلى أماكن للرعي، بسبب اتساع رقعة الموقع التي تصل إلى 42 هكتارا. أما عن سرقة الآثار، فإنه منذ تسلمي إدارة الموقع في سنة 2006 لم تقع أي حالة سرقة، وكل الآثار محفوظة في متاحف وليلي ومعتنى بها وتحظى بالصيانة الدائمة. هل تنسقون مع الجهات الأمنية المحلية لضمان سلامة وليلي؟ وما هي بدائلكم في تطوير عمل الموقع؟ + كما قلت سابقا، فإن شساعة مساحة الموقع تفرض وجود شركاء أمنيين آخرين ومنهم، على الخصوص، فرقة الدرك الملكي في مدينة وليلي، والتي، علاوة على ضمان سلامة الموقع، تعمل على ضمان سلامة السياح المغاربة والأجانب الذين يزداد تدفقهم على الموقع سنة بعد أخرى. ومن حيث البدائل، فإننا نملك تصورا يقضي، في خطته الأولى، ببناء مخازن جديدة للتحف الأثرية وتجهيز مأوى خاص باستضافة الباحثين المغاربة والأجانب وتكوين مرشدين سياحيين باللغات العالمية الأساسية. * مدير موقع وليلي الأثري.