ألمح منير الرماش، الذي يقضي عقوبة سجنية مدتها 20 سنة في ملف الاتجار الدولي في المخدرات، إلى إمكانية تورط الجنرال حميدو لعنيكري في الزج به وبعبد العزيز إيزو، مدير أمن القصور الملكية السابق، في السجن. وقال الرماش في شهادة، أدلى بها عصر أول أمس الأربعاء أمام هيئة الحكم بغرفة جنايات استئنافية البيضاء: «أنا أتحمل كامل مسؤوليتي، لماذا أنا في السجن، راه دازت عليا وعاودات دازت عليا، الي عندو علاقة بالملف كاع مجبتوه، كاع مسولتوني على حميدو لعنيكري راه هو ألي عندو علاقة مع الملف»، مشددا على أن التصريحات المنسوبة إليه، والمتضمنة في محاضر قاضي التحقيق جمال سرحان، مزورة وأضاف: «أنا أخاف الله عز وجل ولا أكذب عليك يا سيدي، خليني نمشي فحالي هاد أشي بحال المسلسل». ونشرت قوات الأمن في الدارالبيضاء عصر الأربعاء الكثير من قواتها في محيط محكمة القطب الجنحي بشارع الجيش الملكي في الدارالبيضاء، بعد استقدام منير الرماش، إمبراطور المخدرات، شاهدا في ملف «الشريف بين الويدان». ونفى الرماش أن تكون له علاقة بعبد العزيز إيزو، مدير القصور الملكية السابق، أو بمحمد الخراز الملقب ب«الشريف بين الويدان». وقال الرماش: «يا سيدي القاضي أنا لا أخاف من أحد، أخشى الله سبحانه، وقد سبق لقاضي التحقيق جمال سرحان أن استمع إلي مرتين، وأخبرته بأنني لا أعرف لا السيد إيزو ولا محمد الخراز، قلت له إنني أعرف «الشريف» وهو شخص آخر سبق لي أن تعاملت معه وهو وليس محمد». وجيء بالرماش أنيقا من سجن سلا تحت حراسة أمنية مشددة، وقال لأعضاء غرفة الجنايات باستئنافية البيضاء، عندما سئل عن تصريحات منسوبة إليه في محضرين أنجزهما قاضي التحقيق جمال سرحان، الأول بتاريخ 30 أكتوبر في سنة 2006، والثاني بتاريخ 9 نونبر من نفس العام: «قال لي راه الشريف هو إلي جابك للحبس، بقا كيعمل ليا هايدة، هاد أشي طويل بحال المسلسل، الحقائق لا تصلكم، الأوراق المهمة لا تصلكم، غير خليوني في الحبس وصافي، لا تحرجني يا أستاذ رجاء». وقلبت شهادة منير الرماش التوقعات وهو ينكر بشكل قاطع أية علاقة يمكن أن تكون قد جمعته بعبد العزيز إيزو، المدير السابق لأمن القصور الملكية أو بمحمد الخراز الملقب ب«الشريف بين الويدان». وكان الرماش يتحدث بلغة الواثق من نفسه أمام الهيئة القضائية، بعد أن التف حوله محامو المعتقلين في ملف «الشريف بين الويدان»، وبدورهم المتهمون، الذين يتابعون حالة سراح أو في حالة اعتقال وعلى رأسهم الخراز وإيزو، تحلقوا حول الرماش الذي كان يرتدي سروال جينز من نوع «ديزال» وقميصا ناصع البياض وسترة رمادية مكوية بعناية فائقة. قال الرماش بلكنة سكان مدينة طنجة المميزة إنه لا يعرف إيزو «بالمرة»، واصفا علاقته بمحمد الخراز ب«العادية» و«الطبيعية»، وأنه قريب له من جهة أمه، لكنه لا يعرف اسمه الشخصي بل لقبه فقط «الشريف بين الويدان»، وعندما طلب القاضي من الرماش النظر إلى الخراز، أجاب بأن الشريف بين الويدان الذي ذكره في المحاضر، وسبق وأن عمل معه، ليس هو الخراز الذي كان يقف بين المتهمين. واعتذر الرماش عن الإجابة عن أسئلة وجهت إليه، وطالب القاضي بعدم إحراجه. وعندما طلب ممثل النيابة العامة من الرماش قول الحقيقة وتحكيم ضميره على اعتبار أن تصريحاته زجت بأشخاص وراء القضبان، اعتذر الرماش عن الإجابة لأن هناك بعض الأمور في نظره، سأله عنها قاضي التحقيق، ولا يمكن أن يذكرها أمام الجميع، فطلب منه القاضي أن يعلن هذه الأمور، فقال الرماش مهتاجا: «أنت يا الأستاذ ما سولتينيش على شي أسماء بحال حميدو لعنيكري كاع ما قلتيها لي»، فأصر القاضي على أن يدلي الرماش بالحقيقة، فأجاب الرماش بعد تردد: «الحقيقة أنني لا أعرف إيزو، وبين الويدان بيني وبينه عداوة، لكن الشريف لي هضرت عليه في المحاضر ما شي هدا لي قدامي، في إشارة إلى محمد الخراز»، ومضى قائلا: «أرجوك لا تحرجني لأن هذا مسلسل طويل وأنا تعبت من التمثيليات، أنا قلت الحقيقة وانتوما عينكم ميزانكم غير ردوني للحبس وصافي». واتهم الرماش المحققين بالتزوير في محاضر الاستماع إليه، مؤكدا أن تصريحاته الواردة في المحاضر التي بين يدي الهيئة ناقصة، واعترف بأنه وقع على المحاضر لكنه تفاجأ بأن المحققين غيروا أقواله ولم يقولوا الحقيقة كاملة، وقال: «المسائل الصحيحة ما كيعملوهاشي في المحضر كيخدمو غير الروايات، وأقوالي غير موجودة، أقسم بالله العظيم أنني أقول الحق ولا أكذب وربي يخلصني إيلا كذبت... أنا مستعد لمواجهة أي أحد، المحاضر ناقصة وأنا أتحمل كامل مسؤوليتي وما كانخاف من حتى واحد». عندما غادر منير الرماش قاعة الجلسات رقم 5 بالطريقة الاستعراضية نفسها التي دخل بها، مرفوقا برجال شرطة ودرك، ترك المتابعين في ملف الشريف بين الويدان في حيرة من أمرهم بعد ظهور معطى جديد يبرئ ساحة أبرز المتابعين في الملف.