حبس سكان المجموعة 9 بحي القدس بالبرنوصي بالدارالبيضاء أنفاسهم عندما استيقظوا، صباح الثلاثاء المنصرم، على خيمة منصوبة أمام المنزل رقم 12 بهذه المجموعة وبداخلها رجل مسن يدعى بوشعيب المكاوي (70 سنة) وزوجته (رحمة المكاوي) طردهما ابنهما من هذا المنزل بحكم قضائي صادر عن المحكمة الابتدائية للمدينة. ولم يكن الوالدان يتوقعان أن ابنهما عبد الحق، الذي سهرا على تربيته منذ صغره إلى أن صار إطارا بالمكتب الوطني للكهرباء بالصخور السوداء، يمكنه أن يقدم على رفع دعوى قضائية ضدهما بعد أن عاشا معه في هذا المنزل لأكثر من 25 سنة. وقالت رحمة المكاوي، والدة عبد الحق (46 سنة)، ل«المساء» إنها لم تصدق النبأ عندما جاء قائد المنطقة مصحوبا بعناصر من القوات المساعدة ومقدم الحومة ليرغموها على إفراغ الطابق الثاني من هذا المنزل الذي يتكون من 5 طوابق، مؤكدة أن ابنها عبد الحق فاجأها بهذه الدعوى القضائية من أجل إفراغ المنزل دون أن تعرف الأسباب التي دعته إلى أن يقدم على مثل هذا الفعل. وتعترف والدة عبد الحق بأن علاقتها بابنها غير طبيعية وتكفي الإشارة إلى أنهما لم يتحدثا مع بعضهما البعض لمدة أربع سنوات وأن الذي يتكفل بمصاريف عيشها رفقة زوجها هو صهرها (زوج ابنتها)، مؤكدة أن هذا المنزل الذي طردت منه رفقة زوجها ساهمت في اقتنائه ب6 ملايين، لكن الابن سجل المنزل في ملكيته الخاصة بعد أن أصبح يتضايق من وجود شقيق وشقيقة له يسكنان معه في المنزل نفسه، وهو ما يؤكده مصدر مقرب من الابن عندما يقول إن الأخير اضطر إلى رفع دعوى قضائية ضد والديه لأنه لم يعد يطيق وجود شقيقين له في منزل في مكليته الخاصة». غير أن والدته تؤكد أن الأمر غير صحيح وأن أخويه غادرا المنزل منذ سنوات. وفي تعليقه على هذه الواقعة، قال مصطفى الرميد، المحامي بهيئة الدارالبيضاء، ل«المساء» إنه لم يطلع بعد على كل الجوانب المرتبطة بهذا الملف، لكن إذا ثبت أن الأب غير موسر وليس له ما ينفقه على نفسه وليس له أبناء موسرون يمكن أن يتقاسموا معه النفقة الواجبة على الأبناء للوالدين، فإن القضاء، بحكمه بالإفراغ، يكون قد أخطأ خطأ فادحا، مؤكدا أن القاعدة تقضي ب«أن الابن وما ملك لأبيه».