قال أحد أفراد الأمن السري بمطار الرباطسلا إنه استغرب للحضور النوعي الذي حل بالمطار لاستقبال الوفد المغربي العائد من غانا، وأضاف إنه شك في الأمر واعتقد أن الأمر يتعلق بمنتخب متوج، قبل أن يتذكر الهزيمة المذلة للفريق الوطني أمام كل من غينيا وغانا. في مقدمة مستقبلي البعثة المغربية التي حلت بالمطار على متن طائرة خاصة في تمام الساعة السادسة مساء، كانت نوال المتوكل وزيرة الشباب والرياضة، والجنرال دو كور دارمي حسني بنسليمان وجل أعضاء الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فضلا عن مسؤولين أمنيين من مختلف الرتب. وفور نزول الطائرة بأرضية المطار فضلت إدارة المحطة الجوية تخصيص جناح خاص للبعثة تفاديا لاصطدام أفرادها مع المسافرين الذين لم يكن أغلبهم يعرف أسباب الاستنفار الأمني، بل إن بهو المطار لم يعط الانطباع بوجود منتخب وطني، ولوحظ أن أفراد من عائلات اللاعبين قد حضروا على متن سيارات خاصة لنقل أقربائهم إلى منازلهم وسط حالة من الصمت. وفضل اللاعبان يوسف المختاري وعبد السلام وادو عدم مرافقة المنتخب على متن نفس الرحلة، واختاروا التوجه من أكرا إلى فرانكفورت بألمانيا دون الحاجة إلى محطة توقف بالرباط، لالتزاماتهم مع أنديتهم بعد طول غياب، بينما اختارت بقية العناصر المحترفة زيارة الأهل والأحباب قبل الإقلاع نحو أنديتهم. وقال الجنرال حسني بنسليمان رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم للاعبين إن عليهم نسيان نكسة غانا والتطلع للاستحقاقات القادمة، بينما شوهدت الوزيرة نوال المتوكل ورئيس الجامعة ونائبه وهم في حوار مع المدرب الفرنسي هنري ميشال، لم تفصح مصادرنا عن مضامينه. ولوحظ أن معنويات اللاعبين كانت تحت الصفر وأن العديد منهم اختار الصمت وفضل عدم الرد على انتقادات أو تساؤلات بعض العاملين في المطار، وعلى غير العادة لم تسجل حالات التهافت على نجوم المنتخب من أجل التقاط صور للذكرى، بل إن غيمة الغضب كانت تمنع المسافرين من طرح أسئلة تختزل أسباب الإقصاء. وعلى الرغم من محاولة إخفاء آثار الغضب والتعامل مع الخسارة كقدر نابع من منطق الكرة الذي يفرض الفوز أو التعادل أو الخسارة، إلا أن إدارة المطار لم تخصص على شرف الوفد حفل شاي بقاعة الضيافة، وتبين أن اللاعبين يسعون إلى مغادرة المكان بسرعة. ووجد الكثير من اللاعبين في استقبالهم خارج المطار أفرادا من أسرهم، حيث كانت زوجة طلال القرقوري في استقبال زوجها، كما كان والد نادر لمياغري في استقبال ابنه فضلا عن أفراد من أسر اللاعبين الذين بدا عليهم التسرع وهم يغادرون المكان.