الجزائر العاصمة «خائفة» من تفجيرات إرهابية جديدة قد تحدث اليوم أو غدا. عاصمة بوتفليقة تغلي تحت نار التلاميذ المنتفضين على المقررات الدراسية. البوليس في كل الأحياء وكل الشوارع. و«الحيطيست» ينتظرون ريحا غربية تحملهم إلى إلدورادو «السيد الأبيض». هذه «بقايا صور» ثلاثة أيام من الجزائر العاصمة. «جزاير العسكر والخوف»، هكذا كان يررد أحد «معتوهي» العاصمة الجزائرية ليلة الجمعة الماضية، وهو يترنح ثملا بالقرب من «حديقة بيروت» المتواجدة في قلب عاصمة بوتفليقة. وبين كلمة وأخرى قرر هذا البوهيمي الجزائري، ذو الشعر الأشعث والثياب الرثة، أن ينتقل، في أوج ثمالته، ليقدم عرضا غنائيا في ليل العاصمة الطويل وبدأ يؤدي بصوت «مخمور» مقطوعة «لله ياجزاير»، لصاحبها، «ملك الراي الجزائري»، الشاب خالد، التي يحلم فيها هذا الأخير بجزائر الحب والسلام. لم يكذب المعتوه ولم يكذب الشاب خالد لأن عاصمة «بلد المليون شهيد» لا يملؤها اليوم إلا الخوف والبوليس و«الحيطيست». عاصمة الخوف يوم الجمعة هو يوم الأحد في الجزائر العاصمة، إنها نهاية الأسبوع الجزائرية (الخميس والجمعة)، تبدو العاصمة مهجورة، إلا من بعض المتسولين والمعتوهين. كل المحلات مقفلة لا أكل ولا شرب ولا أبناك. بعض الباعة المتناثرين هنا وهناك يضعون السلع أمامهم ويرفضون بيعها. تتحول العاصمة مع كل نهاية أسبوع جزائرية إلى مدينة للأشباح بدون رجال ولا نساء ولا أطفال وكأن الأرض ابتلعتهم جميعا. وحدهم رجال الشرطة يطوقون المساجد المليئة بالمصلين بسياراتهم المصفحة، خصوصا في الحي الشعبي القديم «باب الواد»، وحتى المارة القلائل يرفضون الكلام أو تقديم الإرشادات للغرباء، لا شيء غير الصمت وصفارات إنذار البوليس القوية، وكأن «العاصمة الغالية»، كما يسميها بعض الجزائريين ومنهم الشاب خالد، تعيش حالة طوارئ. وبين شارع وآخر تحدث أخيرا أحد الظرفاء الجزائريين، مفسرا: «كلشي صار مخلوع وخايف»، ويستطرد موضحا «التلاميذ لا زالوا يواصلون احتجاجاتهم ويهددون بإضراب عام، الملتحون عادوا لتوزيع المنشورات في المساجد، والنقابيون دايرين حالة خويا». صحف نهاية الأسبوع الجزائرية تؤكد ما ذكره الظريف، ومعظم العناوين وأعمدة الرأي تتوقع انفجارا قريبا وخطيرا للوضع في العاصمة قد يكون كارثيا. يومية «الخبر»الجزائرية، التي تطبع لوحدها أكثر من 500 ألف نسخة عنونت ملفها الأسبوعي ب«تأجيل الانفجار إلى حين»، بالبند العريض وعلى صدر الصفحة الأولى، في إشارة إلى القرار الذي اتخذه ممثلو تلاميذ الثانويات بتأجيل الإضراب العام إلى الأيام المقبلة. الإضراب العام الذي دافعت عنه الأمينة العامة لحزب العمال الجزائري، لويزة حنون، قائلة إن «تلاميذ الأقسام النهائية في الثانويات عبروا عن آرائهم بطريقة حضارية تعبر عن نضجهم السياسي»، في حين خصصت يومية «أخبار اليوم» الخبر الرئيسي ل«ظهور سلفيين مجهولين يوزعون مناشير بمساجد العاصمة»، كما تداولت صحف أخرى أخبارا عن تزايد التعبئة النقابية بالجزائر العاصمة. تفاصيل آخرى في صفحة آخبار المساء