يفضل بعض الصيادلة في الدارالبيضاء، في محاولة منهم للبحث عن الربح السريع، الاستثمار في العقار تحت ستار مهنة ترتبط مزاولتها في المغرب بقسم أبو قراط. واستنادا إلى معطيات حصلت عليها «المساء»، فإن بعض الصيادلة العائدين من دول أوربا الشرقية والراغبين في فتح صيدليات، خصوصا في الإقامات السكنية الجديدة، يمكنهم أن يحصلوا على محلات جاهزة بأسعار تفوق ال120 مليون سنتيم، يفوتها لهم زملاء سبق لهم أن تقدموا إلى المصالح الاقتصادية في العمالات بطلبات يلتمسون فيها الانتقال إلى المحل الجديد بدعوى الكراء، والحقيقة، تؤكد مصادرنا، أن الهدف من وراء التقدم بطلب تغيير المحل هو الربح واقتسام الغنيمة بين صيدلي يتقمص دور سمسار عقارات وبين بعض العاملين في الأقسام الاقتصادية بالعمالات. «هكذا، يتم الالتفاف على القانون.. يتقدم صاحب صيدلية في الدارالبيضاء بأوراقه إلى عمالة أخرى بدعوى رغبته في تغيير مكان تواجد صيدليته القديمة.. يقدم أوراقا إدارية صحيحة للحصول على محل تجاري في إقامات سكنية حديثة البناء.. تخرج لجنة مختلطة تضم أعضاء من المجلس الجهوي لصيادلة الجنوب وصاحب الصيدلية وممثلي السلطة لمعاينة المسافة القانونية الواجب توفرها قانونيا بين كل صيدلية وأخرى، وعندما تمر عملية «الشيناج» يكون الملف قد قطع شوطا مهما في الإجراءات الإدارية المعمول بها لافتتاح الصيدليات. بعد ذلك، يتراجع الصيدلي الراغب في الانتقال إلى المحل الجديد عن رغبته في الرحيل نحو حي سكني آخر، مفضلا البحث عن زميل له يريد افتتاح صيدلية جديدة لبيع الدواء، وهكذا يحصل على صفقة رابحة يجني من ورائها ملايين السنتيمات». يؤكد صيدلي في العاصمة الاقتصادية ل«المساء». وفي رأيه، فإنه الصيادلة الذين يعيشون في زمن يشتكون فيه من تراجع الأرباح وكثرة النفقات التي تهددهم بالإفلاس، بإمكانهم جني المال بسرعة والظفر بصفقة رابحة بالبحث عن محلات تصلح لممارسة المهنة وإعادة بيعها بعد الحصول على ترخيص لتغيير النشاط التجاري من الصيدلية القديمة والانتقال إلى الجديدة، وعوض ذلك يعمدون إلى بيع الصيدليات الجديدة جاهزة لزملاء لهم مستعدين لدفع مبالغ كبيرة من أجل الحصول على محل جاهز دون المرور بإجراءات إدراية مقعدة والحصول على رخصة من المفترض أن يتم منحها قانونيا من طرف الأمانة العامة للحكومة. واكتشف عامل في القسم الاقتصادي لعمالة البرنوصي زناتة وجود صيدلي، يملك محلا في مقاطعة سباتة، يتقدم إلى مصالح العمالة مبديا رغبته في الانتقال إلى صيدلية يريد افتتاحها في تراب العمالة. وأفادت مصادرنا بأن هذا الصيدلي، الذي يملك صيدلية «الفردوس» بحي سباتة ويرغب في الانتقال إلى حي التشارك بسيدي مومن لفتح محل جديد في «إقامة زرهون»، له أخ يشغل منصب عامل الملك على عمالة ميسور، وأن هذا الأخير قد تدخل شخصيا لدى الكاتب العام للعمالة ليمنح أخاه ترخيصا بفتح صيدلية جديدة في حي التشارك رغم أن الصيدلية المتواجدة في حي سباتة مازالت تشتغل.