جمال اسطيفي قسم محمد قعاش أستاذ علم التدبير الرياضي المراحل الزمنية للرياضة المغربية إلى خمسة مراحل، وأشار في لقاء مع طلبة المعهد العالي للصحافة والاتصال بالدارالبيضاء أول أمس الأربعاء إلى أن المرحلة الأولى تمتد من 1956 إلى 1967 وكانت تتميز بوجود 42 ألف منخرط في المجال الرياضي وكانت تشكل فيها ميزانية الرياضة 1.2في المئة من الميزانية العامة للدولة، مبرزا أنه خلال هذه المرحلة بدأ تأسيس الهياكل الرياضية المغربية، إذ تحولت العصب الفرنسية إلى جامعات مثلما هو الحال بالنسبة لكرة القدم وألعاب القوى والدراجات وغيرها. وبالنسبة لقعاش فإن المرحلة الثانية تمتد من 1986 إلى 1980 وخلالها تم إنشاء معهد مولاي رشيد ومعهد أساتذة الرياضة كما نجح المنتخب الوطني في التأهل إلى نهائيات كأس العالم 1970 والفوز بكأس إفريقيا سنة 1976. أما المرحلة الثالثة فتمتد بحسب قعاش من 1981 إلى 1992، ووصفها بأنها تمثل الفترة الذهبية للرياضة المغربية انطلاقا من النجاح الذي عرفته دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط سنة 1983، إذ عرفت نجاحا تنظيميا وعلى مستوى النتائج أيضا. وأوضح قعاش أنه خلال هذه الفترة حقق المغرب حضورا جيدا على المستوى الدولي من خلال فوز سعيد عويطة ونوال المتوكل بميداليتين ذهبيتين في الألعاب الأولمبية بلوس أنجلوس، ثم احتضان المغرب لمنافسات الألعاب العربية وبلوغه الدور الثاني في نهائيات كأس العالم بالمكسيك 1986 كأول منتخب عربي وإفريقي يتمكن من بلوغ هذا الدور، فضلا عن تنظيم نهائيات كأس إفريقيا سنة 1988. واشار إلى أن هذه المرحلة تميزت بظاهرة الاحتضان التي أنعشت الفرق الوطنية ووفرت لها موارد مالية مهمة، كما تم خلالها تجديد القانون الرياضي، مؤكدا أن هذه المرحلة كانت مليئة بالأحداث الرياضية اليت عاشها المغرب، كما عرفت تقديم المغرب لملف ترشيحه لاحتضان نهائيات كأس العالم 1994 وشهدت نتائج باهرة لعدد من العدائين كعويطة والسكاح الذين عرفوا بالمغرب في المحافل الدولية ومنحوه شهرة واسعة. وقال قعاش «لقد كان المغرب في هذه المرحلة يحتل الريادة على المستوى الإفريقي في المجال الرياضي». وأوضح أن ذلك لم يكن ليتحقق إلا لأن عبد اللطيف السملالي وزير الشبيبة والرياضة انذاك كان على اطلاع واسع بالمجال الرياضي واستقدم للعمل معه مجموعة من الخبراء في تخصصات مختلفة ن كانوا يطرحون أمامه الإشكاليات المرتبطة بالرياضة، مؤكدا أن سبب نجاحه هو أنه كان لديه برنامجا رياضيا واضح المعالم. أما المرحلة الرابعة فتمتد بحسب قعاش من 1993 إلى 2002 وخلالها كان هناك بحث عن حكامة رياضية، إذ بعد أن تشبع المغرب بتنظيم التظاهرات الرياضية وحقق شهرة مهمة في العالم على مستوى النتائج، فإن هذه المرحلة كانت فيها أخطاء في التسيير، إذ لم يتم استغلال ملف احتضان الفرق الرياضية من طرف المؤسسات العمومية والشبه عمومية على نحو أمثل، إذ ظلت الفرق تركز على الرفع من منح اللاعبين وإقامة معسكرات تدريبية في الخارج دون أن تسعى للاستثمار، وأوضح قعاش أن هذه المرحلة شهدت غموضا في السياسة الرياضية. أما المرحلة الخامسة بحسب قعاش فتمتد من 2003 إلى اليوم، إذ استمر خلالها الغموض، ولم تكن هناك رؤية واضحة للجانب الرياضي إذ لم تكن هناك وزارة خاصة بالقطاع الرياضي وشهدت تسابقا على الكراسي بين المسيرين دون أن يكون الهدف هو خدمة المجال الرياضي. في موضوع متصل حدد قعاش مجموعة من العوامل الضرورية لدخول كرة القدم المغربية إلى عالم الاحتراف، مشيرا إلى ضرورة توفير المنشآت الرياضية والمرجعية القانونية وعقدة اللاعب والمدرب وتخليق المجال الكروي وتقليص الفوارق الصارخة بين الفرق وتسيير بنمط احترافي بطريقة علمية وخلق مديرية لافتحاص وعصبة احترافية وتشجيع البحث العلمي في المجال الرياضي. ولاحظ قعاش أن المسيرين الحاليين يحاربون الخبراء والعلم، مشيرا إلى أنه لاتوجد أي جامعة مغربية لديها مستشار بدرجة أستاذ جامعي.