عرف شاطئ الحوزية وبالضبط قبالة الكولف الملكي، على بعد أمتار قليلة من الباخرة الكوبية المنكوبة التي لا تزال بقاياها قابعة على الشاطئ منذ أزيد من عشرين سنة، رسو يخت تقاذفته الأمواج من مسافات بعيدة بعمق المحيط الأطلسي. وقع الحادث ليلة الثلاثاء 27 يناير، حيث ظهر يخت منكوب عند حدود الساعة السابعة صباحا كان يقوده مواطن نمساوي يبلغ من العمر 63 سنة وكان يعمل بشركة دولية للمحروقات، لكن بعد تقاعده تفرغ لحياة الرحلات والتجوال عبر المحيطات على متن يخته الشراعي مستعينا في تحركاته باتجاه الريح، لكن خلال رحلته الأخيرة هبت عليه رياح بما لا تشتهيها سفينته، إذ بعد مغادرته لميناء بإرلندا متجها نحو الرأس الأخضر جنوب إفريقيا، ساءت الأحوال الجوية في أرجاء مياه المحيط الأطلسي الذي عرف هبوب رياح قوية مصحوبة بعواصف رعدية وأمواج عاتية والتي غيرت من وجهة يخته دون إرادته ليجد نفسه مدفوعا يصارع الأمواج التي تقاذفته نحو السواحل المغربية إلى أن رمت به قبالة الباخرة الكوبية المنكوبة، ونظرا لقرب المكان من مركز الدرك التابع للكولف الملكي، تم اكتشاف القارب وصاحبه في حدود الساعة السابعة من صبيحة يوم الثلاثاء، حيث تم الإسراع لإنقاذه، وبالرغم من كل ما مر به الرحالة النمساوي، فقد ظل يتمتع بصحة جيدة، حيث تمت مساعدته للانتقال إلى أحد فنادق المدينة، في حين ضربت حراسة أمنية على اليخت للحفاظ على ممتلكات صاحبه إلى حين إتمام عملية عودته إليه واستئناف رحلته. وحسب مصادر من عين المكان فاليخت لم يتعرض لأية أضرار تذكر وسيتم تفحصه من طرف أخصائيين قبل أن يستأنف الرحلة عائدا إلى الوجهة المقصودة البحار الأجنبي صرح بأنه سعيد بنجاته من المغامرة ومرتاح أيضا للمعاملة التي تلقاها من رجال الدرك والمساعدة التي قدمت له، وأضاف أنه قرر المكوث بالمغرب لفترة زمنية على اعتبار أنها المرة الأولى التي يزور فيها البلد الذي لم يتعرف عليه سوى من خلال تفحص خريطة القارة الإفريقية واعتبر اكتشافه للجديدة والمغرب بمثابة اكتشاف كريستوف كلومبس للقارة الأمريكية. ويبين جرد بسيط في حوزة «المساء» أنه في ظرف شهر فقط شهدت سواحل الجديدة وقوع حوادث مماثلة لمراكب منكوبة منها من شكل خطرا على ممتلكات الموانئ ومرافقها. على مستوى الجرف الأصفر، تعرضت إحدى المركبات الخاصة بالإنقاذ لعطب بأجهزتها الميكانيكية نجمت عنه حالة طوارئ بعد أن استعصى على التقنيين إصلاحه لصعوبة التحكم في نظامه الإلكتروني المتطور، ولم تنته حالة الطوارئ إلا بعد ثلاثة أيام من التعبئة استعين فيها بخبرة أجنبية، وبنفس الميناء غرق مركب صيد أسفر عن فقدان خمسة بحارة لم تظهر جثتهم حتى اليوم، أما الباخرة البانامية التي ارتطمت بأرضية المنطقة الخارجية للميناء وتطلبت عملية إصلاحها استقدام خبراء من إسبانيا معززين بمروحية ومراكب للإنقاذ، فلا تزال قابعة بنفس المكان دون التمكن من إعادتها إلى وضعيتها الأصلية.