دعت جامعة الدول العربية إلى تهدئة الأجواء بين الجزائر ومصر وتجنب الدخول في أزمة جديدة بين البلدين بمناسبة مقابلة أنغولا. وأصدر رئيس مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية، هشام يوسف، تصريحا صحفيا دعا فيه إلى ضرورة استغلال المباراة المقبلة لتجاوز الخلافات بين البلدين. وناشد يوسف أعضاء الفريقين الشقيقين إثبات أواصر الود واستحضار العلاقات التاريخية بين البلدين، والتأكيد على استحالة أن تنال منها أزمة عابرة، مرحبا بالتوجهات الإعلامية الهادفة لدى الجانبين. وأشار المسؤول في الجامعة العربية إلى أن الخطاب الإعلامي العقلاني والموضوعي له دور أساسي في هذا المجال، معربا عن أمله في أن يمارس الإعلام دورا إيجابيا في الأيام التي تسبق موعد إقامة المباراة. وتعاملت الصحافة المصرية مع البيان بنوع من الاستخفاف، وقالت جريدة الخبر، إن «الجامعة العربية التي أصدرت البيان لم تصدر بيانا حتى الآن عن الجدار الفولاذي الذي تقوم مصر ببنائه على الحدود مع غزة، بما يزيد من حدة الحصار على القطاع». من جهته لم يفوت الإعلام الإسرائيلي فرصة المواجهة الكروية التي ستجمع مرة أخرى الفريق الجزائري بنظيره المصري مساء اليوم الخميس، حيث يقوم بإشعال نار الفتنة بين البلدين من خلال تسابق مختلف الصحف والمواقع الإلكترونية الإسرائيلية على نشر أدق تفاصيل المباراتين السابقتين بين البلدين العربيين. وتشهد المباراة التي ستجمع المنتخب الجزائري بالمصري مساء اليوم، على غير العادة، اهتماما كبيرا في وسائل الإعلام العبرية وفي الشارع الإسرائيلي، حيث شددت على أن اللقاء هو «حرب» بين البلدين، وركزت على الخلافات بينهما. وعبّر بعض المدونين الإسرائيليين في المواقع الإلكترونية عن سعادتهم بسبب ما وقع بين الجزائر ومصر بعد لقاء أم درمان الكروي. كما خصص موقع صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية استطلاعاً للرأي حول هوية الفائز في المباراة القادمة، وأبرز ما جاء فيه إصرار المشاركين على اعتبار المنتخبين معا من الخاسرين. وقال مقدم أحد أكثر البرامج التلفزيونية شعبية في إسرائيل، إن «كرة القدم هي حرب عندما تكون بين مصر والجزائر». في حين قال مقدم آخر «يجب أن أتعلم ما يحدث في عالم كرة القدم، لأن هذا الأمر سياسة بكل معنى الكلمة، هناكخلافات وأزمات دبلوماسية، وهناك اتهامات وكراهية بين البلدين وصلت إلى مستوى عالٍ لم نشهده من قبل». وقال أحد الإعلاميين الإسرائيليين «إن المصريين ينظرون إلى أنفسهم على أنهم الطيبون، في حين إن الجزائريين هم الأشرار بنظرهم». وجاء في تقرير لإحدى القنوات التلفزيونية الإسرائيلية إن «مصر والجزائر ربما هما بلدان صديقان، ولكن في كرة القدم الأمر مختلف تماما، لأنه قبل 25 عاما سبق أن تعارك لاعبون من كلا المنتخبين». وجاء في موقع إسرائيلي أن «الحرب النفسية بدأت وستزداد حدة مع اقتراب موعد المباراة»، وقال إنها حرب عربية عربية، وأضاف ساخرا «هذا يوضح كم الأمة العربية موحدة»!