بشكل كان منتظرا، شهد استوديو1200 في القناة الثانية، مساء الجمعة، تنظيم الجمع العام لنقابة مستخدمي «دوزيم»، وهو الجمع الذي أفضى إلى تبني العديد من النقط التي من المنتظر أن تصدر في بلاغ وصفه مصدر بشديد اللهجة. وذكرت مصادر نقابية حضرت الجمع أن أجواء هذا اللقاء، من خلال تدخلات النقابيين والشغيلة كانت مشحونة بالغضب والقلق على مستقبل القناة الثانية. وأكدت المصادر أنه، بالإضافة إلى النقط العديدة التي نوقشت في هذا الجمع، فقد استأثرت بالاهتمام نقطتا المنتوج التلفزيوني الذي أصبح يقدم في القناة ومسألة الهيكلة. بخصوص النقطة الأولى، انتقد بعض المتدخلين مضمون ما يقدم على القناة الثانية من إنتاجات اعتبرت مسيئة إلى تاريخ هذا القناة التي كانت رائدة على مستوى جودة المنتوج، في الوقت الذي انتقد فيه آخرون مراهنة الإدارة الحالية على الإنتاجات المدبلجة (المكسيكية، الكورية، الهندية) التي لا تقدم قيما مجتمعية، بل تساهم في إقصاء المنتوج الوطني الذي عرف تراجعا في القناة الثانية. وبخصوص النقطة الثانية، أشارت تدخلات بعض النقابيين إلى الحاجة إلى وضع هيكلة تراعي المستقبل المهني للمشتغلين، وتحدد معايير الترقي في المناصب، بعيدا عن المزاجية أو المحسوبية، وهو الشيء الذي دفع البعض إلى الحديث عن تأهيل مديرية الموارد البشرية لإعطاء بعد مهني أكبر لعملية التدرج في العمل. وطرح النقاش ضرورة أن يخصص دعم قار للقناة الثانية والاستفادة من صندوق دعم المجال السمعي البصري والبحث عن صيغ دعم ثابت لدوزيم بالشكل الذي تدعم به الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة. وأضافت المصادر أن الجمع العام ناقش مسألة المغادرة الطوعية، ودعا بعض المتدخلين، في حالة إذا تم الإتفاق على اتخاذ خطوة المغادرة إلى أن تكرس بالفعل طوعية المغادرة، وهدد بعضهم باعتماد سياسة التغطية الموجهة من طرف الإدارة، واختيار 100 شخص بشكل مباشر، دون اعتماد معايير واضحة تخص جميع المشتغلين في دوزيم. ودعا متدخلون إلى تفعيل دور المكاتب الجهوية في القناة الثانية وعدم اقتصار عملها على الجانب الإخباري، لأن المشتغلين في هذه المكاتب لا ينتمون إلى مديرية الأخبار، وإنما هم أبناء القناة الثانية، وعلى هذا الأساس فعملهم يجب أن يوجه إلى القناة الثانية، وهذا له أكثر من دلالة ورسالة إلى مديرة مديرية الأخبار سميرة سيطايل. وناقش بعضهم ضرورة أن تتمتع القناة الثانية بإدارة قوية لديها تصورات واضحة تستجيب لطموحات المشتغلين فيها، إدارة تنسجم مع تاريخ هذا القناة التي كانت، حتى وقت قريب، تعد نموذجا بالنسبة لتلفزيونات مغربية وإفريقية.وطالب بعض المتدخلين بانخراط الإدارة في المشاكل الحقيقية لدوزيم، والابتعاد عن أسلوب الصمت الذي ميز الإدارة الحالية للقناة الثانية. ودعا متدخلون آخرون إلى ضرورة أن تتدخل الهيئة العليا للسمعي البصري المغربي، من خلال تفعيل دورها في مراقبة أداء القناة الثانية، لاسيما في ما يتعلق بدعم الكفاءات المغربية التي ينص عليها دفتر التحملات، كما طالب آخرون «الهاكا» بمتابعة مدى التزام القناة الثانية بالنقطة المتعلقة بدعم المنتوج الوطني السينمائي والتلفزيوني الذي شهد في الشهور الأخيرة تراجعا خطيرا. وبدرجة أقل أهمية، تداول المجتمعون النقطة المتعلقة بالأجور، وذكر بعضهم بالتفاوت بين أجور المشتغلين في القناة الثانية، في ضوء الحديث عن التفاوت بين أجور التخصص ذاته، أو بين التقنيين والصحافيين، مع التأكيد على أن هناك لجنة مشتركة بين إدارة القناة الثانية والنقابة للبحث عن صيغ لامتصاص البون بين الأجور في «دوزيم» والتفكير في تحسين أجور بعض ممن جمدت أجورهم منذ مدة طويلة. وخلال الجمع العام، تم التهديد بتنظيم وقفة احتجاجية، إذا لم تتحسن الظروف، مع إمكانية أن تقوم نقابة مستخدمي القناة الثانية بالتوقف عن العمل لمدة أربع وعشرين ساعة، تمهيدا لإجراءات أخرى.