تزامنا مع مصادقة الحكومة على مشروع قانون يحظر الأدوية والمنتوجات الطبية «المزورة»، كشفت السلطات الأمنية والجمركية الفرنسية عن ضبط مليون ونصف مليون علبة دواء مغشوش بعلامات مزورة، كانت في اتجاهها إلى الجزائر قبل أن يعرف جزء منها طريقه إلى المغرب عبر الحدود التي تجمع البلدين، إذ تعمل مافيا على تهريبها إلى المغرب بعد وصولها إلى الجزائر. وكشفت الأجهزة في فرنسا عن إيقاف مليون علبة ونصف مليون من الأدوية المزيفة ومنها منتهية الصلاحية، في الوقت الذي يعتبر مطار الدولي شارل ديغول بباريس أكثر الممرات المستعملة لهذه الأدوية، كما تستعين مافيا تهريب الأدوية بشركات نقل كطرود بريدية. ويعد المغرب من البلدان الإفريقية التي يستهدفها تجار الأدوية المغشوشة والمزورة والمنتهية الصلاحية، على غرار باقي البلدان الإفريقية، إذ تشير معطيات منظمة الصحة العالمية إلى أن بلدان القارة السمراء هي أكثر استهدافا بالأدوية المزورة والمغشوشة. وتشير المنظمة إلى أن نسبة 10 في المائة من الأدوية التي تروج في العالم هي أدوية مزورة ومغشوشة، وتقتل بشكل مباشر أو غير مباشر 800 ألف شخص سنويا حول العالم، فيما تروج نسبة 30 في المائة من هذه الأدوية في البلدان النامية وعلى رأسها البلدان الإفريقية. إلى ذلك، صادقت الحكومة، الخميس الماضي، على مشروع قانون لحظر الأدوية والمنتوجات الطبية المزورة، في محاولة لغلق الباب على مافيا تهريب الأدوية المزيفة التي لم تستثن أي بلد خاصة البلدان القريبة من القارة الأوروبية، لينضم المغرب بذلك إلى تطبيق اتفاقية مجلس أوربا، والتي تستهدف، حسب بلاغ لرئاسة الحكومة، المنتوجات الطبية من أدوية أصيلة وجنيسة والأجهزة الطبية، وكذا العناصر والمواد المراد استعمالها في إنتاج المنتجات الطبية حيث تجني مافيا الدواء المزيف أكثر من 200 مليار دولار. ويدخل أغلب الدواء المهرب من الجزائر عبر الحدود، حيث تنشط تجارة تهريب الأدوية التي تكون مغشوشة وقادمة البلدان الأوروبية بشكل خاص، إذ تعمل مافيا الأدوية المزورة على إدخالها إلى الجزائر والمغرب لتوزيعها.