أحالت مصالح الشرطة القضائية بتيفلت يوم الاثنين الماضي على أنظار وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالخميسات المدعوة (ف.ب) من مواليد 1958 بتاونات، متزوجة وأم لتسعة أطفال بتهمة النصب والاحتيال. وأكدت مصادر أمنية أن (ف.ب) كان مبحوثا عنها من لدن الشرطة القضائية بتيفلت بسبب تعدد الشكايات ضدها، وصادف ذلك قضاءها عقوبة حبسية بمدينة الناظور بسبب تهمة الشعوذة والنصب والاحتيال، وعند نهاية العقوبة، تم تحويلها على شرطة تيفلت من أجل التحقيق معها في الشكايات المسجلة ضدها من طرف بعض المواطنين الذين نصبت عليهم بطرق مختلفة. وأضافت ذات المصادر أنه عند الاستماع إلى (ف.ب) أكدت أن لها سوابق عدلية في ميدان النصب والاحتيال لكنها عدلت عن ذلك بعد طلاقها من الزوج الأول بالخميسات، وتزوجت للمرة الثانية من (خ.ع) الذي انتقلت معه إلى مدينة تيفلت لتعود من جديد إلى عالم الشعوذة والنصب بسبب الظروف الاجتماعية القاسية التي تعيشها رفقة زوجها، وذكرت أنها كانت توهم زبناءها بأنها «فقيهة» وتتحكم في الجن وتخطط لهم بعض الطلاسم وتصف لهم وصفات تعتمد فيها على بعض الأعشاب مقابل مبالغ مالية، بينما توهم آخرين أن لها علاقات مع بعض الأشخاص وبعض المعارف بإمكانهم مساعدتها على توظيفهم أو توظيف أبنائهم. وأشارت إلى أنها تعرفت على (ح.غ) الذي اجتاز ابنه مباراة للحصول على وظيفة، فاتصلت به وادعت أن بإمكانها التوسط له عند بعض الشخصيات النافذة مقابل 100000 درهم، حيث توصلت بمبلغ 85 ألف درهم كتسبيق على أن تتسلم الباقي عند تسلم الابن الوظيفة، ولما طال انتظار الضحية طالبها باسترجاع ماله ما جعلها تغادر إلى مدينة وجدة. أما الضحية الثاني فتعرفت عليه في السوق الأسبوعي لحي النهضة بتيفلت، وأوهمته أنها ستبحث له عن وظيفة لتقوم بإيوائه بعد ذلك في منزلها، حيث أصبح يقوم بالتبضع وبالأعمال المنزلية لمدة شهر تقريبا، وتسلمت منه مبلغ 5 آلاف درهم كتسبيق لتمكينه من الحصول على الوظيفة المتفق عليها، ومخافة اكتشاف أمرها رحلت عن المدينة دون سابق إشعار، لتتصل بعد ذلك بالبقال (م.م) الذي كانت تتبضع من عنده، بعدما علمت أنه يرغب في توظيف ابنه في سلك الشرطة وعرضت عليه مساعدته مقابل مبلغ 10 آلاف درهم تسلمت منه مبلغ 7 آلاف درهم ولما تأكد أنها اختفت عن الأنظار أدرك أنه وقع ضحية نصب واحتيال، فقدم ضدها شكاية لدى الشرطة القضائية بتيفلت. وكانت آخر ضحاياها شابة في مقتبل العمر تدعى (ف.ح) تعرفت عليها في مسقط رأسها بتاونات لما رأتها وهي تتقيأ في المحطة الطرقية، عرضت عليها مساعدتها بعد أن أوهمتها أنها «فقيهة» وتتحكم في الجن وأنها تشفي من «التوكال». وطلبت منها تمكينها من سلسلتها الذهبية التي كانت تضعها في عنقها ومبلغ 1700 درهم لشراء بعض الأعشاب المستقدمة من المشرق لكي تقدم لها خليطا منها وتكتب لها بعض الطلاسم على السلسلة من أجل شفائها مثل العديد من زبائنها الذين تم شفاؤهم تماما من المرض. وكانت الشرطة القضائية بتيفلت قبل إصدار مذكرة بحث في حق المتهمة (ف.ب)، حجزت من داخل منزلها عددا من الكتب والطلاسم وبعض الوثائق الخاصة بالضحايا، وملفات طلب التوظيف وصور خاصة ببعض الرجال والنساء.