طاردت عناصر من الشرطة تابعة للأمن الولائي لمدينة الدارالبيضاء، مساء الاثنين المنصرم، مشتبها فيه كان قد فر على متن سيارة (بيجو 301) عبر الطريق السيار المؤدي إلى مدينة القنيطرة لتجنب اعتقاله من طرف الأمن. ونصبت الشرطة القضائية للعاصمة الاقتصادية كمينا لإسقاط تاجر للأقراص المهلوسة، لكنها فشلت في ذلك، لتقرر الاستمرار في تعقب المشتبه فيه للإيقاع به ومعرفة باقي أفراد الشبكة المتورطين في الاتجار في تلك المادة المحظورة. ولجأ أمن البيضاء إلى استعمال سيارات خاصة في عملية المطاردة لعدم إثارة انتباه العنصر المستهدف الذي استخدم الطريق السيار الرابط بين الدارالبيضاءوالقنيطرة للفرار إلى وجهة آمنة تجنبه الوقوع في قبضة الشرطة. واضطرت عناصر الأمن إلى اقتحام منطقة نفوذ المصلحة الولائية للشرطة القضائية للقنيطرة دون إشعار مسؤوليها، بعدما عرج المبحوث عنه نحو محول للطريق السيار في اتجاه وسط مدينة القنيطرة، قبل أن يسلك شارعا مظلما بمنطقة «الساكنية» محاذيا لسوق تجاري ممتاز، وهو ما استنفر الشرطة التي قررت محاصرة هدفها. ووفق معطيات مؤكدة، فإن الوضع ازداد تعقيدا بعدما تحولت هذه المطاردة إلى مواجهات مباشرة بين الطرفين بحي «الإرشاد التوسعي»، استعمل فيها المشتبه فيه «الكريموجين» والصواعق الكهربائية لصد تدخل الشرطة ومنعها من الاقتراب منه، فيما لجأ رجال الأمن إلى إشهار مسدساتهم الوظيفية تحسبا لأي طارئ. وكشفت المصادر أن الفرقة الأمنية فرضت طوقا أمنيا على المكان، دون أن تبادر إلى القيام بأي تدخل، بعدما وجدت نفسها بمنطقة سكانية مظلمة تجهل تضاريسها، وما صعب من مهمتها وعرض حياة عناصرها لخطر حقيقي، تؤكد المصادر، عدم استعانتها في الوقت المناسب بدعم ولاية أمن القنيطرة، التي لم يعلم مسؤولوها بما يقع بالمجال الترابي التابع لهم إلا في اللحظة التي تعرض خلالها أفراج أمن البيضاء لموقف لا يحسدون عليه. وحسب المصادر نفسها، فإن المصلحة الولائية للشرطة القضائية لعاصمة الغرب أرسلت تعزيزات أمنية إلى الحي المذكور الذي عاش سكانه رعبا حقيقيا بعدما اعتقدوا في أول وهلة بأن الأمر يتعلق بمطاردة أمنية لعناصر إرهابية، قبل أن تكتشف أن الأمر يتعلق فقط بميكانيكي يدعى «ه. ب» يتحدر من القنيطرة، ويبلغ من العمر 24 سنة، متورط في تجارة الأقراص المهلوسة، حيث ضبطت بحوزته المئات من حبات «ريفوتريل».