فجر عدد من أعضاء الغرفة الفلاحية لجهة الرباطسلاالقنيطرة فضيحة من العيار الثقيل، حينما كشفوا وجود تلاعبات خطيرة بالأموال العامة التي خصصتها الحكومة المغربية لدعم الفلاحين للتخفيف من حدة الآثار الناجمة عن تأخر سقوط الأمطار خلال هذه السنة، وأعربوا عن تخوفهم من إمكانية التراجع عن قرار تخصيص الدعم المخصص للأبقار. وعرف الجمع الاستثنائي للجمعية العامة للغرفة، المنعقد الجمعة المنصرم بالقنيطرة، نقاشا حادا بشأن موضوع الدعم بحضور كبار مسؤولي وزارة الفلاحة بالجهة، تطور إلى ملاسنات كلامية، لاسيما بعدما اعتبر عبد الصمد لخضر، رئيس جماعة «المكرن»، المنتمي إلى حزب الأصالة والمعاصرة، أن المنطق الذي دبرت به الغرفة الفلاحية عملية صرف الملايين من الدراهم لفائدة جمعيات الخيول المتواجدة بالعالم القروي، تحكمت فيه خلفيات سياسية تخدم مصالح حزب الاتحاد الدستوري الذي يمثله رئيس الغرفة. وقال لخضر إن هذه المبادرة خرجت من طابعها الاجتماعي التضامني لتتحول إلى وسيلة لتحقيق مكاسب سياسية مكنت الجمعيات الموالية للرئيس وحزبه من الاستفادة من الدعم المذكور دون غيرها من الجمعيات التي أقصيت من هذه العملية بشكل تعسفي وانتقامي.هذه الاتهامات أغضبت كثيرا إدريس الراضي، القيادي في حزب الاتحاد الدستوري، والذي يرأس الغرفة الفلاحية لجهة الرباطسلاالقنيطرة، ودفعته إلى التعبير عن استغرابه الشديد لما جاء على لسان العضو المذكور، ووجه له انتقادات لاذعة، باعتبار أن هذا الأخير كان حاضرا في الاجتماع الذي خصص لدراسة مشروع دعم الخيول، وأبدى موافقته عليه إلى جانب أعضاء المكتب وعدد من الفاعلين. واعتبر الراضي موقف رئيس جماعة »المكرن« تشويشا يهدف إلى وأد تلك المبادرة غير المسبوقة، التي سيجري تعميمها على جميع مناطق الجهة بكل شفافية، بعد القيام بعملية إحصاء دقيقة ستشمل الجميع بدون حيف أو إقصاء، وزاد بنبرة لا تخلو من انفعال »هاذ العضو يريد أن يركب على هاذ العملية لأنه باغي يترشح للبرلمان«. انتقادات الأعضاء لم تتوقف عند هذا الحد، بل تواصلت لتطال الطريقة التي اعتمدت في توزيع الدعم المتعلق بمادة الشعير على الفلاحين، وقال يونس مخلص، ممثل الغرفة الفلاحية لجهة »الصخيرات الصباح«، إن هذه العملية تعرف مشاكل جد خطيرة بفعل دخول المضاربين على الخط، وبسط سيطرتهم على معظم كميات الشعير الموجهة إلى الفلاحين الفقراء. وكشف مخلص أن المضاربين استغلوا اختلالات هذه العملية وحصر نقط بيع الشعير بكل من القنيطرة وسيدي يحيى زعير، ليقوموا بشراء كميات كبيرة من هذه المادة واحتكار بيعها بدعم من جهات لا علاقة لها بالفلاحين، هذا في الوقت الذي قلل مسؤولو الفلاحة من مخاوف الأعضاء المنتقدين، وقالوا إن الاختلالات المرصودة محدودة جدا وتهم حالات قليلة غير مؤثرة على عملية توزيع الدعم.