أصدر الاتحاد الدولي لكرة القدم بلاغا على موقعه الرسمي، أكد من خلاله أنه سيتبع جميع الوسائل القانونية لاستعادة ملايين الدولارات، التي أثبتت التحقيقات أنها حُولت إلى الحسابات البنكية لعدد من المسؤولين السابقين في «الفيفا»، من طرف بعض الدول التي كانت مرشحة لتنظيم كأس العالم والتي قامت بتقديم رشاوى لهؤلاء الأعضاء. وقالت «الفيفا» في البلاغ الذي نشرته أول أمس الأربعاء: «قدّم «الفيفا» مجموعة من الوثائق إلى السلطات الأمريكية في محاولة لاسترداد عشرات الملايين من الدولارات التي كان قد حصل عليها بطريقة غير مشروعة عدد من أعضاء «الفيفا» وغيرهم من مسؤولي كرة القدم المتورطين في قضايا الفساد. وبصفته «مؤسسة ضحية» تقدّم «الفيفا» إلى مكتب المدعي العام الأمريكي والهيئة القضائية لمنطقة نيويورك الشرقية بطلب لاسترداد الأموال والتعويض عن الأضرار من 41 مسؤولاً سابقاً في «الفيفا» ومنظمات أخرى معنية بكرة القدم، ومن بينهم تشاك بليزر وجاك وارنر وجيفري ويب، وغيرهم من المتهمين في التحقيق الذي تجريه حالياً وزارة العدل الأمريكية». وأظهرت مجموعة من الوثائق التي أصدرتها وزارة العدل الأمريكية في الخامس والعشرين من نونبر الماضي تورط عضو «الفيفا» بين 1990 و2011 ورئيس اتحاد «الكونكاكاف» جاك وارنر في الحصول على رشوة من المسؤولين المغاربة عام 1992 مقابل التصويت لصالح المغرب لتنظيم نهائيات كأس العالم سنة 1998، والتي آلت في نهاية المطاف إلى فرنسا ب 12 صوتا مقابل 7 للمغرب. وأكدت التحقيقات أن المغرب قدم رشوة ثانية لبعض المسؤولين التنفيذيين في «الفيفا»، من بينهم وارنر، لتنظيم مونديال 2010، غير أن نفس المسؤولين قبلوا رشوة من جنوب إفريقيا تصل قيمتها إلى 10 ملايين دولار. وأوضحت «الفيفا» في بلاغها أول أمس، أنه وبحسب تقديراتها، فقد تم تحويل عشرات الملايين من الدولارات على الأقل من مجتمع كرة القدم بطريقة غير مشروعة وذلك من خلال الرشاوى والابتزاز ومختلف أساليب الفساد التي لجأ إليها المتهمون. وطالب الاتحاد الدولي لكرة القدم باسترداد الأموال التي اختلسها المتهمون لإثراء أنفسهم، وأيضاً بالرواتب والمزايا والمكافآت التي صُرفت لحسابهم خلال فترة عملهم في «الفيفا» ومنظمات كرة القدم الأخرى. كما طالبت «الفيفا» المتهمين بتعويضات مالية عن ما خلفته أفعالهم تلك من أضرار على العلامة التجارية للإتحاد الدولي لكرة القدم وسمعته وملكيته الفكرية وعلاقاته التجارية. وأوضح رئيس «الفيفا» الجديد جياني إنفانتينو أن «المتهمين قاموا باختلاس هذه الأموال ليس فقط من «الفيفا» ولكن أيضاً من اللاعبين والمدربين والمشجعين الذين يستفيدون من البرامج التي يديرها هذا الجهاز لتطوير كرة القدم وتعزيزها في جميع أنحاء العالم، علماً أن تلك الدولارات كانت قد خُصصت لبناء ملاعب لكرة القدم، وليس لتشييد القصور والمسابح؛ لشراء مستلزمات كرة القدم، وليس لاقتناء المجوهرات والسيارات؛ وللاستثمار في برامج تنمية اللاعبين والمدربين على صعيد فئة الشباب، وليس لتمويل حياة الترف للموظفين العاملين في إدارة التسويق على صعيد كرة القدم والرياضة عموماً. وأضاف إنفانتينو أنه «عندما يستعيد «الفيفا» تلك الأموال، فإنها ستُخصَّص من جديد إلى غرضها الأصلي، لمصلحة كرة القدم الدولية وتطويرها.»