لاحظت «ترانسبرانسي المغرب» أن الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة غابت عن الأحداث المهمة التي شغلت الرأي العام في السنة الماضية، خصوصا بعدما كشفت الصحافة ومسؤولي بعض الأحزاب الاعتماد المكثف على الرشوة خلال الانتخابات الجماعية، والتي تلتها من انتخابات إقليمية وجهوية ومهنية. وجاء في التقرير الأدبي، الذي عرض أول أمس السبت على الجمع العام السنوي للجمعية، أن الهيئة لم تستفد لحد الساعة من الخبرات المتنوعة التي تضمها، و«لا شيء يبشر بأنها ستشتغل كفضاء يمكن مختلف الأطراف الممثلة داخلها من التداول حول السياسات القطاعية المعلن عنها لمحاربة الرشوة». وأشار التقرير إلى أن الهيئة، التي يترأسها أحد النشطاء السابقين في ترانسبرانسي عبد السلام بودارار، أصبحت أشبه بهيكل إداري من النوع التقليدي بموظفين وبرنامج مستقل لمحاربة الرشوة، وعبرت ترانسبرانسي عن تخوفها من أن تواجه عمل الهيئة قيود مشابهة لمختلف المبادرات التي أطلقتها في السابق في ظل عدم توفرها على اختصاصات تنفيذية. وقد تميز موقف الجمعية، من خلال تقريرها، بالقطع مع حالة الانتظار للهيئة حديثة النشأة، بحيث قالت إن المواطنين بحاجة إلى الإحساس بوجود الهيئة في حياتهم اليومية لتكون المدافع عن محاربة الرشوة. وتأسفت ترانسبرانسي على عدم نشر المجلس الأعلى للحسابات تقريره السنوي، الذي يقدم خلاصة مهامه الرقابية على عدد من المؤسسات العمومية، وكذلك ديوان المظالم الذي يبرز شكاوى المواطنين من إدارات الدولة. كما أوضحت الجمعية أن عدم إصدار النصوص التطبيقية للقوانين والظهير المتعلقة بالتصريح بالممتلكات يؤخر التطبيق الفعلي لهذا الإجراء. من جانب آخر، انتقدت الجمعية تقديم المغرب في مؤتمر الدوحة للنزاهة والشفافية المنعقد في نونبر الماضي وثيقة غير متداولة في المغرب تحت عنوان «التقرير الوطني لتعزيز الشفافية ومحاربة الرشوة». واعتبر التقرير الأدبي للجمع العام أن مضمون الوثيقة لا يقدم تقييما موضوعيا لحالة المغرب إلا قليلا، خصوصا أن بعض التدابير التي ركز عليها أضحت متجاوزة ومجهولة من العموم ومقدمة بكيفية محرفة، بل تم تكذيبها تماما في الواقع، خاصة أمام الفضائح المسجلة والإفلات من العقاب. وعند حديثها عن أبرز الأنشطة التي ميزت السنة الفارطة، قالت ترانسبرانسي إنها قد تضطر إلى توقيف مرصد الرشوة وتنمية الشفافية بالمغرب في حال عدم حصولها على تمويل إضافي للمرصد، بحيث يسير حاليا بفضل إعانة من سفارة هولندا في المغرب. وأضاف الكاتب العام لترانسبرانسي، رشيد فيلالي مكناسي، أن مباحثات جرت بين الجمعية وهيئة الوقاية من الرشوة كي تمول هذه الأخيرة المرصد جزئيا ، إلا أنها لم تصل إلى نتيجة إيجابية.