أعلنت حالة استنفار أمني بمدينة مكناس من طرف مختلف المصالح الأمنية وعناصر السلطات الإقليمية والمحلية، يومي الجمعة والسبت الأخيرين بعد العثور على كمية من الذخيرة الحية بمطرح النفايات بالمدينة نفسها من قبل بعض العمال، الذين يشتغلون في عملية النبش والتنقيب وسط النفايات. وقالت المصادر إنه تم العثور يوم الجمعة وسط النفايات على علبة كارطون من الحجم الصغير وبداخلها حوالي 72 رصاصة حية من الحجم الذي يستعمل في المسدسات، قبل أن يتم إخبار المصالح الأمنية، التي هرعت إلى عين المكان رفقة عناصر من مديرية مراقبة التراب الوطني ومن السلطة المحلية وغيرهما. كما شرعت مختلف المصالح في مباشرة الإجراءات الأولية كل حسب اختصاصاته، قبل أن يتم التحقيق مع بعض العمال الذين عثروا على هذه الكمية من الرصاص. وهو ما مكن المصالح الأمنية من تحديد هوية سائق شاحنة النظافة التي جلبت هذه النفايات، والوجهة التي جاءت منها. وأضافت المصادر ذاتها بأن التحقيق مع سائق هذه الشاحنة كشف بأن هذه الشحنة من النفايات تم نقلها مساء الخميس الماضي من الحي الشعبي سيدي عمر، الذي يوجد بالمدينة القديمة، ومن بعض المحلات التجارية التي تخلف أنشطتها كميات زائدة من النفايات، كما هو شأن بعض محلات بيع الدجاج المذبوح. كما تم العثور أيضا صباح أول أمس السبت من طرف نفس العمال على كمية إضافية من نفس النوع والحجم من الرصاص الحي، يقدر عددها بحوالي 23 رصاصة حية. وكشفت التحريات الأولية بأن هذه الكمية من الرصاص هي نفسها التي دخلت هذا المطرح عبر شحنة من النفايات التي قدمت من نفس المكان، و على متن نفس الشاحنة. هذه المعطيات تم ضمها إلى باقي المعلومات الأخرى التي تم جمعها في عين المكان، في انتظار أن يتم استثمارها في عملية التحقيق التي تباشرها المصالح الأمنية، والتي تراهن من خلالها على محاولة فك لعز هذه العملية من خلال الوصول إلى خيط رفيع قد يساعد في تحديد هوية الجهة أو الجهات التي قد تكون المصدر الرئيسي لهذه الكمية من الرصاص الحي التي لم يسبق أن عثر عليها بهذا الكم. تجدر الإشارة إلى أنه ليست هذه هي المرة الأولى التي يعثر فيها على الرصاص الحي بهذا المطرح، إذ تم العثور سابقا على كميات أخرى مختلفة من الرصاص الحي، إلى جانب العثور على بعض المسدسات، قبل أن يتم فتح مجموعة من التحقيقات في هذا الموضوع، إلا أن نتائجها ظلت مجهولة وغير معروفة إلى حد كتابة هذه السطور.