منذ أن استعصى على المنتخب المغربي لكرة القدم حجز تأشيرة العبور إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم، تداولت الصحف المغربية خبر تعيين لجنة خماسية من طرف جامعة الفهري للبحث عن بديل للتركيبة الرباعية، في اليوم الموالي نفى أعضاء اللجنة انتماءهم لخلية البحث عن مدرب المنتخب، أما الناطق الرسمي للجامعة فلا علم له بما جرى، لذا قرر أن يتحول إلى صامت رسمي ويركب الطائرة صوب الديار المقدسة تاركا خلفه جمل المنتخب بما حمل. تعالوا نحصي عدد المدربين الذين رشحتهم وسائل الإعلام المغربية دون أن تنفي أو تؤكد الجامعة الترشيح. منذ خمسة عشر أسبوعا والرأي العام الرياضي يستيقظ وينام على مرشحين جدد لخلافة مومن ومن معه، منذ خروجنا من دائرة التنافس بلغ عدد المدربين الذين ترددوا على أسماعنا في مختلف وسائل الإعلام خمسة عشر مدربا بالتمام والكمال، أي بمعدل مدرب كل يوم. في آخر مباريات المنتخب المغربي رددت المدرجات نيابة عن الجامعة، بكورال جماعي، ملتمس إسناد مهمة تدريب الفريق الوطني لبادو الزاكي، وهي المدرجات ذاتها التي طالبته بالرحيل قبل ثلاث سنوات. وفي الأسبوع الموالي تداول الإعلام المغربي خبر «دويتو» تقني بين الزاكي وفيليب تروسيي، قبل أن يطير هذا الأخير صوب اليابان مفندا التركيبة الثنائية التي قيل إنها البديل الحقيقي للتركيبة الرباعية. نسي المغاربة حكاية ثنائية الزاكي وتروسي، بعد أن تهاطلت الترشيحات من كل حدب وصوب، وداهمتنا مع مطلع كل أسبوع أسماء من مختلف الجنسيات، حيث قيل إن روبيرطو مانشيني هو المدرب أو المهدي المنتظر، ليتسلم في اليوم الموالي مقاليد مانشيستر سيتي، فنغير وجهتنا صوب الإيطالي ألبيرطو زاكيروني ومواطناه لوسيانو سباليتي و جيوفاني طراباطوني، لكن المكرونة الإيطالية أصبحت «بايتة» وعسيرة الهضم. حولت الصحافة اتجاهنا صوب هولندا، فبشرتنا برونالد كومان وهيدينيك، لكن تطلعات المغاربة كانت أكبر مما جاء من الأراضي المنخفضة، لتجرنا الصحافة من خياشيمنا صوب بلجيكا وتبشرنا بإيريك غريتس المدرب السابق للمنتخب البلجيكي الذي هزمه منتخبنا برباعية. وفي نطاق جولتنا إلى أوربا، عرجنا على إسبانيا وظهر كلمنتي على صفحات الجرائد، لكن تبين حسب صحيفة «أولا» أنه كان يعتزم السفر إلى مراكش للاستجمام فتم تأويل نواياه عند وكالة أسفار، قلنا لا بأس مادام لويس فيرناديز الذي ولد في طريفة المطلة على طنجة، الأقرب إلى تدريب منتخب الجار، لكن الرجل قال مهلا إن عرضا لتدريب منتخب الديكة يطرق بابي، فآمن بأن تدريب ديك يقظ أهون من ترويض أسد مغمى عليه. قبل أن ينتهي الجدل القادم من أوربا، حملت إلينا قصاصات الأنباء ترشيح دانيال باساريلا، المدافع السابق للمنتخب الأرجنتيني والرئيس الحالي لريفير بلات، لتدريب منتخب المغرب، قيل إنه يريد أن يرأس فريقه من الرباط ويدرب المنتخب من بوينس إيريس، لكن سرعان ما طفا على السطح اسم مدرب برازيلي يدعى براغا يشرف على تدريب الجزيرة الإماراتي، وضع الرجل قدما في الرباط وأخرى في أبوظبي، لأن أصدقاءه في المغرب نصحوه بتقليص جرعات الأمل في كأس الحلم. خمسة عشر مدربا في خمسة عشر أسبوعا، خمسة وخميس.