شاركت فرقة «أكاديما» للمسرح بمراكش في الدورة الأخيرة من مهرجان فيلباخ بشتوتغارت وهي الدورة التي عرفت مشاركة العديد من الفرق والمدارس المسرحية الدولية، ومنحت للفرقة المغربية الفرصة للاحتكاك ببعض التيارات المسرحية الأوربية، كما خولت للجمهور الألماني الإمكانية للإطلاع على خصوصية الفعل المسرحي المغربي. مثلت فرقة «أكاديما» لمراكش، مؤخرا، المسرح المغربي في ألمانيا من خلال مسرحية «كان يا ماكان» في مهرجان «فيلباخ» في مدينة شتوتغارت، بمشاركة العديد من الفرق المسرحية المنتمية إلى مختلف المدارس المسرحية والجنسيات. وعرفت هذه المسرحية، التي كتبها وأخرجها حسن المشناوي، مشاركة كل من عبد الرحيم المنياري، حياة فوزي، عمر العزوزي، هند زكرياء، مروان محمد كمال، وحفصى زكرياء وابراهيم. وفي تعليقه على هذه المشاركة المسرحية، قال عبد الرحيم المنياري في تصريح ل«المساء»: «يجب التأكيد على أن المشاركات الدولية تمنح الفرق المسرحية الوطنية الفرصة للاحتكاك بالمدارس الأوربية، كما تخول لفرقنا الإمكانية تقديم صورة عن المسرح المغربي، على المستوى الشخصي، فهذه التجربة تنضاف إلى مشاركات مسرحية وسينمائية سابقة أخدتني إلى مجموعة من الدول الأوربية (فرنسا، بلجيكا، هولندا، رومانيا، إنجلترا)، والأهم والأجمل من ذلك أن هذا العمل المسرحي عرف عودة حياة فوزي بعد غياب طويل عن الخشبة، وهذا له أكثر من دلالة». وحول القصة التي تؤطر هذا العمل المسرحي، أضاف المنياري: «هي مسرحية حاولت أن تنطلق من العلاقة التي تجمع بين شهرزاد وشهريار في أسطورة «ألف ليلة وليلة» كقاعدة لنسج قصص أخرى، تبتعد شيئا فشيئا عن القصص المعروفة، من خلال حكي ودارجة لهما خصوصية مغربية، هي مسرحية تحاول أن تحيي الذاكرة الانفعالية للتراث المغربي، وتحاول ثانيا أن تبرز الروابط التي تجمع المغاربة كمجتمع ثري ومتعدد الانتماءات والثقافات». واعتبر المنياري أنه على الرغم من التعب الذي تسببه العروض المسرحية والاستعدادات السابقة لها، فإن المشاركة في مهرجانات مسرحية في حجم مهرجان شتوتغارت يعطي لهذا التعب نكهة خاصة. وذكر المنياري أن مسرحية «كان يا ماكان» تجسد استمرار تعامله مع فرقة «أكاديما» التي اشتغل معها سابقا في مسرحية «صياد النعام» المدعمة من طرف وزارة الثقافة، وأضاف أن السنة الجارية ستقدم للجمهور مسرحية «لالة مولاتي» التي حظيت كذلك بدعم الوزارة. وكانت فرقة مسرح أكاديما قد نظمت في الفترة الممتدة ما بين 3 و7 نونبر 2009 الدورة ال 3 من ملتقى مراكش الدولي بمشاركة العديد من الفرق المسرحية الممثلة لمختلف الدول. وعرفت فرقة «أكاديما» لدى المغاربة من خلال مسرحية «صياد النعام» وشقاضي حاجة» التي قام ببطولتها كل من عبد الله المصباحي، زينب السمايكي، سعاد الرتبي، عبد الغني أولاد بن إيزة، وهي مسرحية مقتبسة عن قصيدة «الفقيه البيضاوي» المنتمية إلى فن الملحون، وتحكي قصتها عن القاضي الطاهر، وهو رجل يتظاهر بالتقوى والورع أمام الناس، إلا أنه في الحقيقة يحاول أن يموه الناس عن مكره وغدره من خلال تصديره صورة التقوى، وعلى هذا الأساس سيحاول مراودة زوجة أخيه عبد الباقي الذي أوصاه خيرا بزوجته. وعلى الرغم من الإغراءات سترفض الأخيرة الانصياع لشهوة القاضي، إلا أن الناس اختاروا الشهادة ضد الزوجة التي رجمت إرضاء لكرامة القاضي. وبعيدا عن الفعل المسرحي ومشاكله وإغراءاته الإبداعية، أبدى الممثل عبد الرحيم المنياري ارتياحه للمشاركة في مسلسل «المجدوب» الذي تبثه القناة الثانية كل أسبوع، مؤكدا أن هذا العمل التلفزيوني منح للجمهور المغربي الفرصة لاكتشاف بعض من تاريخه، «في مسلسل المجدوب، أتقمص شخصية وزير وطاسي يطمح إلى السلطة، ويحاول أن يحاصر مجموعة من الخونة، من خلال قصص تتداخل فيها العديد من الأحداث والمعطيات». وفي رده حول مدى تأثير مشاركته مع ممثلين شباب لم يظهر بعضهم بالمستوى المطلوب، قال المنياري: «يجب أن نذكر أنني بدأت صغيرا، ووجدت من قدم لي الدعم في مشاركاتي، وهذا يجعلني أقدم الدعم لكل شاب وقف معي أمام الكاميرا. حقيقة لو كانت معي أسماء أخرى، ستكون المشاهد أقوى، مع التذكير بأن المخرجة فريدة بورقية اجتهدت كثيرا في دعم هذه الأسماء، ومنحت المشاهد لمستها الخاصة». وفي ارتباط بمشاركاته التلفزيونية، أشار المنياري إلى أنه شارك في سلسلة «العام طويل» مع محمد الجم وجواد العلمي ومحمد عاطر، وهي السلسلة التي لم تحسم الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة في توقيت بثها إلى حد الساعة. ويشارك الميناري في الدورة الحادية عشرة للمهرجان الوطني للسينما في طنجة من خلال بطولتها للفيلم السينمائي «منسيو التاريخ» إلى جانب أمين الناجي ويوسف الجندي، مع الإشارة إلى أن المنياري قام ببطولة الفيلم التلفزيوني «المطمورة» الذي عرض في شهر رمضان الماضي، هذا فضلا عن بطولته للعديد من حلقات «مداولة» التي تعدها للتلفزيون الأستاذة رشيدة أحفوظ.