في الوقت الذي تستعد لجنة تتبع شركة "حافلات نقل المدينة" إلى عقد اجتماعاتها، خلال الأيام المقبلة، يعيش العديد من البيضاويين ما يشبه حربا يومية مع الخصاص في حافلات هذه الشركة، التي يعول عليها البيضاويون لإنقاذهم من أزمة النقل . المشهد الذي التقطته "المساء" من إحدى محطات حافلات شركة نقل المدينة، يوم الخميس الماضي، لا يعود إلى سنوات الثمانينيات أو التسعينيات، إذ يعاني مستعملو الحافلات في صمت في غياب أي إجراءات من شأنها أن ترفع معنويات البيضاويين وتقدم لهم أفضل الخدمات والحافلات التي من شأنها وضع حد لمعاناتهم. فالدار البيضاء، التي تسعى إلى أن تتحول إلى قطب مالي وفتحت أوراشا كبيرة على مستوى النقل (خطوط الطرامواي)، لايزال الكثير من سكانها يعانون من الخدمات المتردية لنقل المدينة ومن حافلاتها المترهلة . وتعتبر حافلات نقل المدينة بالنسبة إلى عدد كبير من البيضاويين، الوسيلة الوحيدة التي توصلهم من إلى عملهم ويقبلون عليها في غياب البديل، تقول إحدى المواطنات التي تستعمل الحافلة يوميا "تقهرنا مع هاد الطوبيسات ديال نقل المدينة, كل نهار الصداع والستريس والزحام بزاف علينا, شي واحد من المسؤولين يديها فينا ويحن علينا را احنا العيالات معذبين بزاف , كطلع ودخل وسط الرجال ويلصقو عليك حشومة, احنا مازال في هات البلاد كنعانيو مع الطوبيس". الأمر أشبه بموعد يومي مع حلبة الصراع , حيث ينتظر عدد من المواطنين الحافلة التي ستقلهم إلى عملهم صباحا في المحطة, وعند توقفها أمامهم يغيب أي منطق أو قانون, ويصبح المقعد هو هدفهم لتجنب الوقوف بما أن وقت الرحلة يصل إلى أكثر من ساعة. وتستمر معاناة المواطن بعد خروجه مساء من العمل, وتوجهه إلى محطة الحافلات منهكا يتمنى أن يغمض عينيه ويفتحهما ويجد نفسه في بيته, لكن هذا حلم, أما الواقع فهو بعيد كل البعد عما يتمناه, ينتظر قدوم الحافلة ليبدأ المسلسل, ازدحام في المحطة, حافلة قادمة ممتلئة عن آخرها, يستقلها مكرها وسط صراخ بعض المواطنين الواقفين. وتعود المواطنون مكرهين على الخدمات السيئة لنقل المدينة آملين كل صباح أن يحالفهم الحظ في العثور على حافلة تقلهم إلى عملهم وتجنبهم المعاناة. تحكي لنا سيدة تستقل في بعض الأحيان الحافلة "الوقت لي نبغي نركب في الطوبيس كندير في بالي هذي أسوأ ساعة في نهاري وكنقول الله يسلك النهار على خير, أشمن زحام ودخان كيطلع من هاد الطوبيس لي كلو مشخشخ بحال الى راكبة في كارويلة, هو كيوصلنا ولكن حتى يمحنا" .ويستمر مسلسل البيضاويين مع حافلات نقل المدينة بشكل يومي, مترقبين تدخل السلطات للنظر في معاناة المواطنين مع هذه الشركة وخدماتها والبحث عن حلول سريعة لفك الحصار عن هذا القطاع وتأهيله في مستوى يرقى إلى العاصمة الاقتصادية والمشاريع الكبرى التي تنهجها الدولة.