في واحدة من أكبر الضربات الأمنية، التي تم توجيهها لشبكات الجريمة المنظمة بطنجة، فككت مصالح الأمن شبكة إجرامية خطيرة نفذت من قبل عمليات مثيرة، مستعملة أجهزة وأدوات بوليسية. وتميزت الأنشطة الإجرامية لهذه الشبكة بالتعدد، حيث نفذت عمليات مختلفة في الطريقة والتخطيط، أهمها قيام أفراد الشبكة بتقمص دور أفراد مختصين في التهجير السري، حيث عادة ما يدفع الضحايا مبالغ تصل أحيانا إلى خمسة ملايين سنتيم، وبعد أن يتم الاتفاق على الزمان والمكان المحددين للانطلاق، يتدخل أفراد آخرون من العصابة متنكرين في هيئة رجال الأمن فيضطر المرشحون للهجرة، وأغلبهم من مدن وسط وجنوب المغرب، إلى الفرار للنجاة بأنفسهم من قبضة رجال الأمن، وبعدها يظفر أفراد العصابة بمبالغ مالية طائلة. وتأكدت مصالح أمن طنجة من هذه المعطيات، من خلال حجز صدريات خاصة بالشرطة وجهاز راديو لاسلكي شبيه بالجهاز الذي تستعمله مصالح الأمن. وفي إطار التحريات الأولية التي قامت بها عناصر الشرطة بطنجة، تبين أن هذه الشبكة استهدفت ضمن ضحاياها حراس مراكز الإرسال الخاصة بشركات الاتصالات، حيث سبق أن هاجم أفرادها حارس مركز وكبلوه، ثم احتجزوه وسرقوا عدة بطاريات. كما استولى أفراد هذه الشبكة الإجرامية على الأسلاك النحاسية لشركات تعمل في المجالين الحضري والقروي، بحيث تستعين بتقني خبير في هذا الميدان. كما سرقت العصابة مخزونا كاملا من الخشب بمستودع الأخشاب بشارع مولاي عبد العزيز بطنجة بعد احتجاز حارس المخزن وتكبيله. ونفذ أفراد هذه الشبكة، وأغلبهم لهم سوابق إجرامية، عمليات سرقة لمنازل في غياب أصحابها، وعمليات احتجاز وسرقات بالعنف مع انتحال صفة موظفي الأمن، ولا يزال التحقيق جاريا لمعرفة تفاصيل الجرائم التي نفذوها بهذه الصفة. وحجزت الشرطة لدى هذه الشبكة صدريات للشرطة وجهازا لاسلكيا وسيارة من نوع فورد وعربة نقل متوسطة، كلاهما تحملان أوراقا مزورة، بالإضافة إلى أجهزة إلكترونية ومفروشات وأثاث وتجهيزات أخرى مترتبة عن سرقاتهم المتعددة، التي نفذوها في طنجة والمناطق المجاورة لها. ونظرا لخطورة أنشطة هذه الشبكة، طلبت الشرطة القضائية من الوكيل العام تمديد الحراسة النظرية في حق المتهمين لاستكمال البحث ولضبطها أفعالا أخرى، وبغرض الاستماع إلى كل ضحايا هذه العصابة، وللتمكن من معرفة هوية أفراد العصابة الفارين، وتحديد مصدر الأدوات الخاصة برجال الشرطة التي استعملتها العصابة. وتحوم شكوك حول ضلوع أمنيين في المشاركة في عمليات هذه العصابة، ولو عبر تقديم الدعم اللوجستيكي لها، وهو ما يفسر استعمال أفراد هذه العصابة صدريات حقيقية للشرطة، مما جعل ولاية أمن طنجة تعيش حالة استنفار للتأكد من هذا المعطى. يذكر أن تفكيك هذه الشبكة جاء يوما واحدا بعد إلقاء القبض على مرتكبي جريمة حي الحداد بطنجة في حق تاجر حلي، حيث تم اعتقالهما بعد حوالي ساعتين من اقتراف الجريمة التي لقيت إدانة واسعة في المدينة.