دخل المنتخب الوطني لكرة القدم مرحلة جديدة، عقب إقالة بادو الزاكي من مهامه، وإسناد المهمة للفرنسي هيرفي رونار، الذي بدأ مهمة الإشراف على المنتخب الوطني منذ مدة، وتحديدا قبل الإعلان عن إقالة الزاكي من مهامه. وإذا كان قرار إقالة الزاكي قد اتخذ منذ مدة طويلة، وتحديدا بعد مباراة إياب تصفيات كأس إفريقيا للأمم أمام غينيا الاستوائية، إلا أن المثير للانتباه في بلاغ إقالة الزاكي الذي أصدرته الجامعة هو أنه يتضمن جملة من المعطيات التي تكشف الهواية والارتجال الذين يدبر بهما هذا الملف. أولا: بما أن رئيس الجامعة فوزي لقجع يقول إن لديه الشجاعة والجرأة لاتخاذ القرار المناسب في إطار مؤسساتي، فإن السؤال الذي يطرح نفسه بحدة، هو لماذا لم تكن هذه الجرأة والشجاعة حاضرة قبل هذا الوقت، ولماذا تم الإصرار على الإعلان عن القرار في هذا التوقيت بالذات تزامنا مع الجمع العام الذي سجل عجزا في ميزانية الجامعة بسبعة ملايير، وصرف أزيد من 85 مليار. ثانيا: هل هناك منطق يقبل إقالة مدرب في توقيت غير ملائم، وهو يتصدر ترتيب مجموعته بست نقاط من مباراتين، وتأهل للدور الأخير من تصفيات كأس العالم 2018 التي ستحتضنها روسيا، وهل من المقبول أن يدبر المنتخب الوطني بالانفعالات وليس بالقرارات الحكيمة. ثالثا: عندما سيبدأ هيرفي رونار مهامه مدربا للمنتخب الوطني، سيدشن مهامه، وهو يرمق مسؤولي الجامعة بنظرة ازدراء، خصوصا أن هذا المدرب ظل على اتصال بمصطفى حجي منذ مدة وينسق معه في الكثير من الأمور المتعلقة بالمنتخب الوطني، بل ويدرسون اللائحة التي ستتم المناداة عليها لمباراة الرأس الأخضر. هنا ستنعدم الثقة، بل إن هذا المدرب سيقول في قراره نفسه كلما تسربت إشاعة في منتصف الطريق، كما أطاحوا بالمدرب السابق، فإنهم قد يطيحون بي أيضا. رابعا: هل هناك مساعد للمدرب متشبع بالاحتراف، يقبل أن يلتقي المدرب المقبل برعاية جامعية، وفي الوقت نفسه يطلق تصريحاته بأن كل شيء على ما يرام، وأن الزاكي بمثابة شقيقه الأكبر. خامسا: بلاغ الجامعة يتحدث عن عدم تفاهم بين الزاكي وطاقمه التقني، هنا يبدو الأمر مثيرا للانتباه، إن سوء التفاهم بين الزاكي وحجي معروف حتى قبل أن يشرعا في مهامها، فحجي منذ سنوات وهو يطلق تصريحات ضد الزاكي، لأنه لم يوجه له الدعوة للمشاركة في دورة كأس إفريقيا 2004، كما أنه قال في أكثر من تصريح إن الزاكي ليس مدربا، في نهاية المطاف وجد حجي نفسه ضمن طاقم الزاكي بمباركة الجامعة، فكيف تقول الجامعة اليوم إن هناك عدم انسجام، وهل يبدو مقبولا أن تتم التضحية بالمدرب وليس بمساعده، هذا إذا اتفقنا على أن هذا هو المشكل. سادسا: لقد تم اختيار رونار قبل مدة طويلة، و التقاه لقجع أكثر من مرة، فكيف «تكذب» الجامعة اليوم على الجميع وتروج أن لجنة هي التي ستختار المدرب، مع أن رونار باشر مهامه قبل مدة بتنسيق مع حجي والمدير التقني ناصر لارغيط الذي يقتسم معه الجنسية الفرنسية. سابعا: هناك الكثير من المؤشرات التي تؤكد أن جامعة كرة القدم تدار بآلة التحكم عن بعد، وأن جهة ما تحرك أعضاءها بالشكل الذي تريد، ومادامت الجامعة ليست سيدة قرارها وليست لها إرادة حرة لاتخاذ القرار، فإننا في كل مرة سنفاجأ بقرارات ارتجالية.