عرفت العاصمة الاقتصادية، خلال العقدين الأخيرين، إنجاز مجموعة من الملاعب الرياضية في مقاطعات مختلفة، سواء في سيدي بليوط أو سيدي عثمان أو الحي المحمدي، إلا أن كل هذه المشاريع لم تصمد كثيرا ولم تستطع أن تخفف العبء عن مركب محمد الخامس، الذي ظل المركب الوحيد الذي يستقبل مباريات الرجاء والوداد البيضاويين، فالملايير التي صرفت من أجل إنجاز هذه الملاعب لم تكن كافية لجعل المدينة تتوفر على ملاعب رياضية كثيرة يمكنها أن تسد النقص الذي يمكن أن ينجم عن إغلاق مركب محمد الخامس لإعادة أصلاحه كما يحدث حاليا. ففي آخر مباراة إعدادية جمعت الرجاء وفريق المقاصة المصري وجد زملاء أنس الزنتيي أنفسهم مجبرين إلى الانتقال إلى الملعب البلدي بالجديدة، صحيح أن هذه المدينة أصبحت بدورها تنتمي إلى جهة الدارالبيضاء سطات، ولكن بعد جولة قصيرة بهذه المدن يتضح أنها لا تتوفر على ملاعب رياضية كبرى، وها هي الرجاء من جديد تستنجد بملعب أكادير لإجراء مباراتها مع الفتح الرباطي، حسب ما تم تدوله مؤخرا. وقال مصدر ل"المساء" إن جميع الملاعب التي تم إنجازها في الدارالبيضاء في العقود الأخيرة جلها غير صالح لإجراء مباريات في كرة القدم وتحولت مع مرور السنوات إلى ملاعب للتداريب، وهو الأمر الذي أزم مشكل الفضاءات الرياضة على المستوى المدينة، وأضاف المصدر نفسه أنه باستثناء بعض ملاعب القرب التي تم إحداثها مؤخرا في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، فإنه في التجربة الجماعية السابقة لم يتم إدراج أي مشروع رياضي، وهو الأمر الذي يعتبره العديد من مراقبي الشأن المحلي غير معقول في مدينة عرفت سنوات الثمانينيات تنظيم مجموعة من الملتقيات الدولية. وقال مصدر ل"المساء" إنه خلال التجربة الجماعية السابق لم يتم أخذ هذا الأمر بالجدية اللازمة، فرغم الحديث عن إنجاز مشروع المركب الرياضي الكبير في الدارالبيضاء، إلا أنه لحد الساعة لم ير هذا المشروع النور، وإلى حين إنجاز ملعب كبير في الدارالبيضاء يتوفر على مقومات الملاعب الدولية سيظل قطبا كرة القدم الوطنية (الرجاء والوداد) مرغمين على البحث عن ملاعب لإجراء مبارياتهما في حال ما إذا قررت السلطات إغلاق مركب محمد الخامس، الذي أصبح موقعه يثير الكثير من ردود الفعل، خاصة حينما تقع أعمال شغب، إذ لم يعد الكثير من السكان المجاورين له يطيقون إجراء المباريات المهمة به، بسبب أحداث الشغب.