داهم رجال أمن تابعون للدائرة العاشرة حفل خِطبة كانت تقيمه نساء ينتمين لجماعة «العدل والإحسان» لإحدى العضوات بالجماعة في الساعة الخامسة من مساء أول أمس الأحد بمنطقة المحاميد بمدينة مراكش، إذ اقتيدت 26 امرأة، بعضهن كان برفقتهن رضع، إضافة إلى ثلاثة رجال أعضاء في الجماعة إلى مخفر الشرطة التابعة للدائرة العاشرة، هناك حيث تم التحقيق معهن حول دواعي الحضور إلى المنزل، الذي اجتمعن فيه، والانتماء لجماعة «العدل والإحسان». وأوضحت إحدى النساء اللواتي اقتدن إلى مخفر الشرطة في حديث مع «المساء» أن العديد من النساء اللواتي حضرن إلى الحفل «كن يستمعن إلى موعظة دينية، إلى أن سمعن طرق الباب بشكل عنيف، الأمر الذي أثار الفزع والرعب لدى النساء والأطفال الصغار»، وأضافت المتحدثة أن «إحدى الأخوات بمجرد أن فتحت الباب، وجدت رجال الأمن يقتحمون باب المنزل، لتقوم بمنعهم من الدخول، على اعتبار أن بعض النساء لا يرتدين حجابهن»، ليطلبوا من النساء مغادرة المنزل صوب بيوتهن، وبعد أن قررت النسوة مغادرة الحفل، وبدأن في الخروج من المنزل فوجئن ببعض رجال الأمن يطلبون منهن صعود سيارة الشرطة التي كانت واقفة أمام باب المنزل، إذ ضمت إحدى سيارات الشرطة حوالي 16 فردا ينتمون للجماعة، الأمر الذي حال دون إغلاق باب السيارة، وانطلاقها صوب المخفر، حسب إفادة المتحدثة نفسها ل «المساء». وقالت بعض المحقق معهن إنهن تعرضن للتهديد من لدن بعض رجال الأمن أثناء التحقيق داخل مقر الشرطة بالدائرة العاشرة بالمحاميد، إذ تم أخذ صور فوتوغرافية لبعض النساء دون غيرهن، في حين قالت إحدى النساء ل «المساء» إنها تعرضت للشتم والسب أثناء التحقيق معها، في الوقت الذي كانت تستقبل فيه المعتقلات بأكواب من الحليب التمر، تنطلق معها هتافات التكبير ونشيد «طلع البدر علينا...»، وسط تطويق من قبل رجال الأمن. وقال حميد كابا، محام بهيئة مراكش، إن الاعتقال الذي طال 26 امرأة وثلاثة رجال من أعضاء جماعة «العدل والإحسان» يشكل حلقة من حلقات الحملة التي تشنها السلطات الأمنية منذ ما يزيد عن خمس سنوات على الجماعة التي يرأسها عبد السلام ياسين، المرشد العام للجماعة، مضيفا في تصريح ل «المساء» أثناء الوقفة التي نظمها أعضاء ومتعاطفو الجماعة وعائلات المعتقلين والمعتقلات أمام مقر الشرطة بالدائرة العاشرة، والتي لم تنفض إلا بعض إطلاق سراح المعتقلين، في حدود الساعة الثامنة والنصف من مساء اليوم نفسه، «مثل هذه الممارسات تتناقض مع الملفات التي قال القضاء فيها الكلمة، والتي تؤكد غير ما مرة على قانونية الجماعة». وقد آزر الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان المحقق معهم، من خلال حضور بعض المسؤولين عن الجمعية إلى مكان التظاهرة. وتشير معطيات مؤكدة، حصلت عليها «المساء»، أن عدد النساء المنتميات لجماعة «العدل والإحسان»، اللواتي زج بهن في مخافر الشرطة منذ 24 ماي 2006 إلى غاية الآن هو 1001 امرأة، في حين بلغ عدد المحقق معهم من أعضاء الجماعة بشكل عام 6065 عضوا.