كل يوم نستفيق على وقع أخبار تؤكد لنا أن المشهد الكروي في المغرب تعمه الفوضى والعبث، وأن هناك الكثير من الممارسات السلبية تشده إلى الخلف. فريق الرجاء البيضاوي الذي واجه المقاصة المصري أمس الخميس بالجديدة دون جمهور، عاش مسؤولوه لحظات عصيبة، ذلك أنهم وجهوا الدعوة للفريق المصري ليحل بالمغرب لإجراء مباراة ودية، اختاروا لها ملعب محمد الخامس بالدارالبيضاء، لكن سلطات الدارالبيضاء تحفظت على إجرائها بهذا الملعب لأنه يخضع للإصلاح ولأن هناك أتربة وحجارة في مدرجات «المكانة» و»فريميجة»، وهناك مخاوف من استعمالها في أمور لا تحمد عقباها. قدم مسؤولو الرجاء مجموعة من المقترحات، بينها تعزيز حضور الأمن الخاص ومنع وصول الجمهور إلى المدرجات التي تخضع للإصلاح، ثم إجراء المباراة دون جمهور، لكن سلطات الدارالبيضاء رفضت بشكل قاطع، خصوصا أنها مازالت تعيش تحت وطأة أعمال الشغب التي شهدتها مباراة الديربي. هنا لابد من التساؤل، هل عندما تقرر إخضاع الملعب للإصلاح تم إعلام فريقي الرجاء والوداد أنه لن يكون بمقدورها تنظيم أي مباريات سواء رسمية أو ودية في الفترة التي سيشهد فيها الملعب الإصلاح؟ ومن قرر أن تبدأ الإصلاحات في هذا التوقيت، ومن هي الجهات التي تم إعلامها بالأمر، وهل كان هناك تنسيق مع الجامعة؟ وإذا كان الأمر كذلك فهنا لابد من توجيه السؤال لمسؤولي الرجاء لماذا برمجوا المباراة في ملعب يخضع للإصلاح، خصوصا أنه لم يكن مقبولا أن يحل فريق المقاصة من مصر لمواجهة الرجاء أمام جمهورها بالدارالبيضاء، فإذا به سيجد نفسه ملزما بخوض المباراة بالجديدة وتحديدا في ملعب العبدي وفي غياب الجمهور؟ والسؤال الأهم لماذا ملاعبنا المغربية تخضع دائما للإصلاح وسط الموسم الكروي، في وقت أن كل ملاعب الأرض تخضع للصيانة بانتظام وتجري الأمور بسلاسة دون أن يؤثر ذلك على الفرق وحضورها ومداخيلها. في الجديدة عشنا على وقع التصريحات التي أطلقها عميد الدفاع الجديدي عادل صعصع، والذي قال إنه تعرض للنصب والاحتيال من طرف مسؤولي الفريق، عندما فوجيء بأن عقده الذي وقعه في عهد الرئيس السابق سعيد قابيل لم توضع نسخة منه لدى الجامعة، وأن اسمه غير مدرج ضمن لائحة لاعبي الدفاع الجديدي المؤهلين لخوض منافسات البطولة هذا الموسم. رئيس الدفاع الجديدي عبد اللطيف المقتريض رد على تصريحات صعصع بقوله إن العقد وقع في عهد الرئيس السابق وأن اللاعب كان مصابا لمدة طويلة وأن اسمه لم يدرج في قائمة اللاعبين المؤهلين لأنه لم يجتز الاختبار الطبي، وتساءل:» لماذا انتظر صعصع مضي ما يقارب العام قبل أن يخرج بهذه التصريحات، ولماذا لم يسبق له أن استفسر عن وضعيته، قبل أن يشدد التأكيد على أن صعصع أعطى للدفاع الجديدي، وأن الأخير أعطاه أيضا». هنا تبدو الأمور ملتبسة جدا، ومن حق صعصع أن يضرب الطاولة، ذلك أنه ليس مقبولا أن يتدرب اللاعب ويعتقد في قرارة نفسه أنه واحد من اللاعبين المؤهلين للمشاركة في مباريات الفريق، وفي نهاية الأمر يجد أن الأمر ليس كذلك. هل تعرض صعصع للنصب والاحتيال، المرجح أن الأمر كذلك. قبل انطلاق منافسات «الشان» حل مصطفى الحداوي ضيفا على قناة «الرياضية» ولما سئل عن المدرب فاخر لم يتردد في الإشادة به وبعمله وبأنه مدرب كبير، بل إن الحداوي حينها لم يدل بأية ملاحظة تخص عمل فاخر، أو نقائص في اللائحة التي وجه لها الدعوة. بعد الإقصاء من «الشان» والأداء المخيب للمحليين وتحديدا لفاخر، انقلب الحداوي ب180 درجة، ذلك أنه وجه مدفعيته صوب المدرب، وليته اكتفى بانتقاده على مستوى اختيارات اللاعبين والطريقة التي أدار بها المباريات. لقد وصلت الأمور بالحداوي إلى التفوه بأمور لا تطاق، تمس كرامة فاخر، وتمس أسرة هذا المدرب الصغيرة. لقد كنا أول من انتقد فاخر ولائحته، قبل وأثناء وبعد «الشان»، لكن ليس مقبولا أن يصل الحداوي إلى حد التجريح. «اللي باغي يقلب على راسو ما شي بهذه الطريقة أسي الحداوي» !