تمكن قيادي حزبي ووزير سابق من القفز على جميع التراخيص اللازمة لإحداث علبة ليلية بمنطقة الهرهورة ضواحي الرباط، مستفيدين من «حصانة» لاحتضان سهرات صاخبة يفوق سعر تذاكرها 2000 درهم، بعد أن تم تسجيل وثائق استغلال العلبة باسم قريب للقيادي الحزبي. وتحول المطعم الذي يقع بمحاذاة الشاطئ، في صفقة مشتركة بين وزير سابق وقيادي في نفس الحزب الذي ينتمي إليه، إلى علبة ليلية تحتضن سهرات وحفلات غنائية تمتد إلى الرابعة صباحا، تقدم فيها الشيشة بسعر يفوق 200 درهم، ويؤثثها عدد من مشاهير مطربي الكباريهات، رغم أن المطعم يملك ترخيصا يغلق بموجبه عند حدود الساعة الواحدة صباحا. وأوردت المصادر ذاتها أن الوزير السابق وشريكه الذي كان مرشحا بدوره للاستوزار يضطران، وبتنبيه من السلطات، إلى خلق الاستثناء وذلك بالتطبيق الحرفي للقانون والإغلاق في الموعد المحدد حين زيارة الجنرال حسني بنسليمان لفيلا أفراد من عائلته توجد على مقربة من العلبة الليلية غير القانونية، بعد أن يتم إشعار المسؤولين عنها بشكل مسبق، وهو ما يطرح عدة علامات استفهام حول طبيعة العلاقة التي تجمع مالكي هذه العلبة بممثلي السلطة بتمارة والهرهورة. وحسب المصادر نفسها، فإن أصابع الاتهام في التغاضي عن العلبة الليلية المملوكة للوزير السابق ولشريكه موجهة بشكل مباشر لعامل تمارة والمصالح التابعة له، في ظل التشدد الذي يتم مع باقي المؤسسات السياحية والفندقية الموجودة بالمنطقة فيما يخص توقيت الإغلاق، بعد القيام بعدة مداهمات في وقت سابق من طرف عناصر تابعة لدرك تمارة الشاطئ، وهي المداهمات التي تستثني العلبة الليلية المملوكة للقيادي وشريكه في مقابل التكلف بحراستها من خلال القيام بدوريات في محيطها. ووفق المصادر ذاتها، فإن هذا الوضع شجع عددا من المسؤولين السياسيين وذوي النفوذ على الاستثمار في شراء مطاعم لتحويلها إلى علب ليلية بتراب بلدية الهرهورة التي يرأسها الاستقلالي فوزي بنعلال، بعد إبرام صفقة همت مطعما تم إغلاقه لمدة طويلة، والذي سبق وأن كان مسرحا لجريمة قتل ذهب ضحيتها زبون على يد «فيدورات» مكلفين بالحراسة.