انتهى الشطر الأول من البطولة الاحترافية لكرة القدم، بصدارة ثنائية بين فريقي الفتح الرباطي والوداد الرياضي، لكن باللجوء لعدد الانتصارات التي حققها كل فريق كما هو مدون في لوائح الجامعة، فإن فريق الفتح هو بطل الخربف، إذ أنه حقق 8 انتصارات، بينما لم يحقق الوداد إلا سبعة فقط، وهو المعيار الثاني الذي يتم اللجوء له بعد المواجهات المباشرة بين الفريقين، الذي تم القفز عليه في هذه الحالة، لأن الفريقين خاضا مباراة واحدة بينهما بالرباط آلت لفائدة الفتح بهدفين لصفر. وقد تابعنا عقب هزيمة الفتح أمام مولودية وجدة، كيف أن جدلا كبيرا أثير حول هوية الفائز بلقب الخريف الرمزي، بل إن الموقع الرسمي للوداد أعلن الفريق الأحمر فائزا باللقب، دون أن ينتبه القائمون عليه أن هناك لوائح تحدد الفائز، لكن بما أن الأمر يتعلق بالبطولة الاحترافية المغربية فلا بأس أن تختلط الأوراق. لقد انتهى الشطر الأول للبطولة على إيقاع ارتباك يعكس صورة بطولة احترافية مرتبطة مازالت لم تجد طريقها الصحيح بعد. لم يكن الجدل الذي ميز هوية الفائز بالبطولة الاحترافية وحده الذي طبع مرحلة الذهاب، بل إن ليس هناك فريقا استطاع أن يفرض سيطرته، فالوداد بعد أن انطلق بشكل جيد عاد ليتذبذب، بدليل أنه في خمس مباريات اكتفى بالتعادل فيها جميعها، ناهيك عن العقم الذي أصاب خط هجومه، أما الفتح فقد أضاع بدوره الكثير من الفرص للهروب بالمقدمة، كما أنه كلما ساد الاعتقاد أنه سيبسط سيطرته إلا وفاجأ الجميع بنتائج غير متوقعة. الرجاء الذي أنهى بطولة الموسم الماضي في المركز الثامن مازال يبحث عن انطلاقته، ذلك أنه أنهى الذهاب في مركز متأخر، هذا دون الحديث عن الوضعية الصعبة التي يعيشها فريقي أولمبيك خريبكة والكوكب المراكشي الذين سيمثلان المغرب في منافستي عصبة الأبطال والكاف. بالإضافة إلى النتائج التقنية للفرق، فإن مرحلة الذهاب عاشت على وقع أعمال شغب في العديد من المباريات، مما تسبب في عقوبات توقيف لمجموعة من الملاعب وانعكس سلبا على المداخيل المالية للفرق المستقبلة. التحكيم كان له تأثير كبير على سبورة الترتيب، فالعديد من الأخطاء القاتلة غيرت نتائج المباريات، أما الانتدابات فمازالت تمضي بنفس طريقتها العتيقة دون مخطط ولا هم يحزنون.. على مستوى التدبير المالي للفرق مازالت هناك فرق تتخبط، ومازالت هناك فرق تريد أن تصرف أكثر من ميزانيتها، في غياب كلي للرقابة سواء من طرف الجامعة أو العصبة الاحترافية التي مازالت في دار غفلون، دون قدرة على المواكبة، بل إنها تعيش في جلباب الجامعة وبطريقة غير مقبولة، ذلك أن المرحلة الانتقالية ستطول كثيرا، والوضع سيظل كما هو عليه اليوم، يكفي أن العصبة إلى اليوم مازالت بدون بوابة إلكترونية خاصة بها. إنها بعض من الملاحظات بخصوص مرحلة ذهاب البطولة، في انتظار ما ستسفر عنه مرحلة الإياب.