تعرضت احتجاجات الأساتذة المتدربين بمدينة الدارالبيضاء الخميس الماضي إلى تدخلات أمنية وصفت بالعنيفة، وعزت السلطات ذلك لعدم توفرهم على ترخيص للتظاهر ووجود أوامر بتفريق المظاهرات الرافضة للمرسومين أصدرتها وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني. وأكد أحد الأساتذة المتدربين ل»المساء» أنه على الرغم من التعنيف الذي تمارسه السلطات عليهم، سنواصل الاحتجاج حتى تدرك الحكومة جيدا أهمية الجلوس على طاولة الحوار وتفعيل المقاربة التشاركية والحقوقية، مبرزا أن تعنيف الأساتذة انتهاك لقانون التجمعات العمومية الذي ينص عليه الدستور، والمواثيق الدولية لحقوق الانسان. وردد الأساتذة المتدربون شعار «معا لإسقاط المرسومين المشؤومين» في مسيرة مئات الأساتذة المتدربين من مختلف المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين بجهة الدارالبيضاءسطات، منددين برفض وزارة التربية الجلوس على طاولة الحوار. وأفادت إحدى الأستاذات المتدربات ل»المساء» بأن الوزارة أصدرت المرسومين بتاريخ 23 يوليوز لكن نشرهما في الجريدة الرسمية جاء عقب دخولهم الدراسي، معتبرة أنه من الظلم أن تفعل الوزارة المرسومين على خريجي المراكز لهذا الموسم، واستنكرت في معرض حديثها، غياب إشراك أو تشاور مع الفاعلين في قطاع التكوين سواء الأساتذة المرشدين أو المكونين أو إدارة المراكز الجهوية، في العملية. مؤكدة أن الحكومة عمدت إلى إصدار هذين المرسومين بشكل فرداني دون تشاور أو حوار مع الجهات المعنية بالأمر. وكشف المصدر ذاته أن الأساتذة في غضون توقيعهم على الوثائق التي تخص التسجيل في المركز لم يوقعوا على أي وثيقة تنص على أن صفتهم طلبة وليسوا أساتذة، مؤكدا على أن جميع الوثائق تتضمن صفة تكوين أساتذة متدربين، موضحا أن الامتحان الكتابي كان في 12 و 13 من شتنبر والامتحان الشفوي من 28 شتنبر إلى 3 أكتوبر للولوج إلى المراكز ووقع الأساتذة المتدربون على المحاضر و الالتزامات ووضعوا الملفات في 8و 9 أكتوبر، بينما المرسومان نشرا في الجريدة الرسمية 10 أكتوبر. وتوصلت «المساء» بوثائق تسجيل الأساتذة المتدربين والتي تتضمن صفة أستاذ متدرب وليس طالب .. ودخل المحتجون في مواجهات مباشرة مع العناصر الأمنية بساحة الأممالمتحدةبالدارالبيضاء، حيث عمدت مختلف التشكيلات الأمنية إلى تفريق المسيرة بالقوة. وأفاد أب لأستاذة متدربة أن أغلب الأساتذة المتدربين من الطبقة المتوسطة أو الفقيرة، معتبرا أن المرسومين حيف وظلم من طرف الحكومة ضد الطبقة المعوزة وتشجيع للخوصصة، داعيا المغاربة إلى دعمهم ومساندتهم في مسيرتهم الاحتجاجية ضد «المرسومين المشؤومين» على حد تعبيره . وينص المرسومان على فصل التكوين عن التوظيف، أي إلزام الأساتذة المتدربين خريجي المراكز الجهوية للتربية والتكوين باجتياز مباراة جديدة للتوظيف حسب المناصب المالية المقررة، كما ينص الثاني على تخفيض قيمة المنحة التي يتلقونها.