يقوم اليوم الخميس الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بزيارة رسمية لمدريد، سيلتقي خلالها برئيس الحكومة الإسبانية خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو. ووفق ما كشفت عنه مصادر إسبانية مقربة ل«المساء»، فإن أجندة زيارة بوتفليقة تتركز حول الملف الأمني وملف تصدير الكهرباء الجزائري نحو إسبانيا، ومشروع الاتحاد من أجل المتوسط، بالإضافة إلى نزاع الصحراء. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن ملف الهجرة غير الشرعية الجزائرية نحو إسبانيا، والتي انتعشت بشكل كبير جدا خلال نهاية السنة الماضية، ستأخد نصيبها الأوفر من محادثات الزيارة الجزائرية، فيما ستتناول ملفات الأمن والتعاون حيز الاهتمام بين الطرفين. وأوضحت مصادرنا أن بوتفليقة «مصر على طرح نزاع الصحراء بقوة على طاولة المحادثات مع ثاباتيرو»، حيث تتزامن زيارته لمدريد مع بداية الرئاسة الدورية لإسبانيا للاتحاد الأوربي. وبعد رفض بوتفليقة لسنوات، بشكل متعمد، المشاركة في لقاءات رفيعة المستوى مع نظرائه الإسبان، فإنه يحاول هذه المرة استغلال الظروف الأخيرة التي ميزت العلاقات المغربية الإسبانية، وخصوصا في ملف الصحراء، حيث تقول المصادر إن «الجزائر بدأت تلمس في إسبانيا بعض التوجه نحو الحياد بخصوص نزاع الصحراء». مصادر أخرى ذكرت للجريدة أن مصالح المخابرات الإسبانية جمعت ملفات تخص «الخلايا الإرهابية المتمركزة في الساحل الإفريقي» لعرضها على بوتفليقة بهدف التعاون فيها مع الجزائر، خصوصا وأن «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» مازال يحتجز ثلاثة مواطنين إسبان اختطفوا أواخر السنة الماضية في موريتانيا. ومن المنتظر أن يعمل بوتفليقة على استباق أي اتفاق قد يحصل بين الحكومة الإسبانية وخاطفي الرهائن لدى «تنظيم القاعدة»، خصوصا وأن وزير الخارجية الإسبانية ميغيل أنخيل موراتينوس كان قد كشف عن التوصل إلى فتح قناة للتفاوض مع الإرهابيين. وهو ما يعتبره المراقبون إجهاضا مباشرا وسريعا لقرار دولي سعى إليه بوتفليقة بهدف تجريم دفع فديات إلى الخاطفين. ولم يصدر القرار الدولي سوى في نهاية شهر دجنبر الماضي. وسيتناول الطرفان الإسباني والجزائري في محادثاتهما التطرق لملف الطاقة نظرا إلى أهمية قطاع المحروقات على وجه الخصوص بالنسبة إلى إسبانيا باعتبار أن الجزائر تعد ثالث أكبر ممون لأوربا بالغاز. وانتهى قبل أسابيع خلاف بين الحكومتين في هذا الشأن على خلفية البت في نزاع قضائي خاضته شركة البترول الجزائرية «سوناطراك» بخصوص سعر الغاز في السوق الأوربية، حيث صدر الحكم لفائدة الجزائر. وأكد رئيس شركة «سونلغاز» للطاقة الكهربائية في الجزائر نور الدين بوطرفة، يوم أول أمس، أن الشركة في انتظار موافقة كتابية على العرض الذي تقدمت به إلى الحكومة الإسبانية لتصدير الطاقة الكهربية إلى مدريد، بعد أن تلقت موافقة شفهية. وأشار بوطرفة، في تصريحات له بثتها الإذاعة الجزائرية، إلى أن شركته تقدمت بطلب إلى السلطات الإسبانية بهذا الصدد، إلا أنها لم تتلق ردا كتابيا بهذا الشأن. وكان من المنتظر أن تبدأ عملية تصدير الطاقة الجزائرية إلى إسبانيا نهاية 2009، إلا أنه تم تعديل القانون الإسباني ليحظر على الموردين بيع الطاقة بشكل مباشر إلى إسبانيا، وهو الأمر الذي حال دون بدء العملية في موعدها المحدد. وتوقعت الشركة أن تتمكن من تصدير ما يقرب من 400 ميجا وات إلى إسبانيا بالتعاون مع المكتب الوطني للطاقة في المغرب، وهو الأمر الذي دفع الجانبين العربيين إلى تأسيس شركة مشتركة عام 2008.